الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر دفع مال اليتيم قراضا

                                                                                                                                                                              واختلفوا في دفع مال اليتيم مضاربة ، فممن روي عنه أنه دفع مال اليتيم مضاربة : عمر بن الخطاب . وكان ابن عمر يرى ذلك ، وهو قول النخعي والضحاك ، والشافعي ، وأبي ثور ، وأصحاب الرأي ، وروي عن الحسن أنه كره ذلك .

                                                                                                                                                                              وقال مجاهد : إن تجرت فيه فربحت فله ، وإن ضاع ضمنت . ورخصت طائفة للوصي أن يعمل بمال اليتيم مضاربة إذا كان ذلك نظرا لليتيم ، ويشهد على ذلك هو ، في هذا الموضع قالوا له : ( والله يعلم المفسد من المصلح ) . هذا قول إسحاق .

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي : يأخذ الأب مالا مضاربة لنفسه من مال [ ص: 588 ] ابنه بالنصف أو الثلثين إذا كان صغيرا في عياله ، وكذلك الوصي يأخذ المال لنفسه مضاربة من مال اليتيم ، وهو في ذلك بمنزلة ما وصفت لك من أمر الوالد .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية