كتاب الحوالة والكفالة 
ذكر وجوب المال على الحميل بالضمان   . 
 8362  - حدثنا  علي بن عبد العزيز  قال : حدثنا أبو عبيد  قال : حدثنا  إسماعيل بن عياش  قال : حدثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني  قال : سمعت  أبا أمامة الباهلي  رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته عام حجة الوداع : "إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث ، والولد للفراش وللعاهر الحجر ، وحسابهم على الله ، فمن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله البالغة إلى يوم القيامة ، لا تنفق امرأة من بيتها شيئا إلا بإذن زوجها " ، قيل : ولا الطعام ؟ قال : "ذلك أفضل أموالنا " ، ثم قال : "العارية مؤداة ، والمنحة مردودة ، والدين مقضي ، والزعيم غارم "  .  [ ص: 596 ] 
وحدثني  علي بن عبد العزيز  ، عن أبي عبيد  أنه قال : فقول النبي صلى الله عليه وسلم : "الزعيم" هو الكفيل ، كذلك تسميه العرب مع أسماء غيرها منها : الحميل ، والقبيل ، والصبير ، والضمين ، فأي هذه الأسماء تقلده رجل وأشهد به على نفسه ، وهو يعرفه ويدري ما معناه فهو عندنا لازم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الزعامة دينا واجبا حين سمى حاملها غارما . 
وقال  أبو بكر   : ومما هو في هذا المعنى قول الله - جل ذكره - : ( ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم   ) . 
 8363  - حدثنا علان بن المغيرة  ، قال : حدثنا  عبد الله بن صالح  ، قال : حدثني معاوية بن صالح  ، عن علي بن أبي طلحة  ، عن  ابن عباس  قوله : ( وأنا به زعيم   ) ، قال : كفيل   . 
وكذلك قال الضحاك   . وقال مجاهد  ،  وقتادة   : حميل ، وقال أبو عبيدة   :  [ ص: 597 ] أي : كفيل وقبيل . وقال  قتادة  في قوله : ( سلهم أيهم بذلك زعيم   ) قال  قتادة   : يقول : أيهم كفيل بهذا الأمر . 
قال  أبو بكر   : ومما يدل على ما ذكرناه أن الزعيم : الحميل ، حديث  فضالة بن عبيد   . 
 8364  - حدثنا  محمد بن إسماعيل الصائغ  قال : حدثنا  سعيد بن منصور  قال : حدثنا  عبد الله بن وهب  قال : أخبرني أبو هانئ  ، عن عمرو بن مالك  أنه سمع  فضالة بن عبيد  يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "أنا زعيم - والزعيم الحميل - لمن آمن بي وهاجر ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة ، وأنا به زعيم لمن أسلم ، ومن جاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى الجنة ، فمن فعل ذلك فلم يدع للخير مطلبا ولا للشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت "   .  [ ص: 598 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					