1712 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، عن أبو مصعب، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أبي هريرة، " الصيام جنة، فإذا كان أحدكم صائما، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤ قاتله، أو شاتمه، فليقل: إني صائم، إني صائم "، وقال: "والذي نفسي بيده، لخلوف فم صائم أطيب عند الله من ريح المسك، إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، فالصيام لي، وأنا أجزي به، كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به".
أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي، أنا أنا أبو طاهر الزيادي، محمد بن الحسين القطان، نا نا أحمد بن يوسف السلمي، أنا عبد الرزاق، عن معمر، قال: نا همام بن منبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ ص: 226 ] فذكر مثله إلى قوله: "وأنا أجزي به"، وقال: أبو هريرة، "يذر شهوته وطعامه وشرابه من جراي".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن محمد، عن عبد الله بن مسلمة، وأخرجه مالك، عن مسلم، عبد الله بن مسلمة، وقتيبة، عن المغيرة الحزامي، كلاهما عن أبي الزناد.
قوله: "فلا يرفث"، يريد: لا يفحش، والرفث: الخنا والفحش.
قوله: " فليقل: إني صائم "، يتأول على وجهين، أحدهما: يقول ذلك لصاحبه نطقا، يرده بذلك عن نفسه.
والآخر: أن يقول ذلك في نفسه، أي: ليتفكر أنه صائم، فلا يخوض معه، ولا يكافئه على شتمه، لئلا يحبط أجر عمله، وثواب صومه.
وقوله: "والصيام لي"، معناه ما سبق، ثم عقبه بقوله: "كل حسنة بعشر أمثالها"، إعلاما أن الصوم مستثنى من هذا الحكم، إنما هو في سائر الطاعات دون الصوم المخصوص من بينها بهذا الحكم. [ ص: 227 ] .