الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب ترك صيام يوم عرفة للحاج.

                                                                            1791 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي، أنا زاهر بن أحمد، أنا أبو إسحاق الهاشمي، أنا أبو مصعب، عن مالك، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، عن عمير، مولى عبد الله بن عباس، عن أم الفضل بنت الحارث، " أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه أم الفضل بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة، فشرب منه ".

                                                                            هذا حديث متفق على صحته، أخرجه محمد، عن عبد الله بن يوسف، وأخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك.

                                                                            واختلف أهل العلم في استحباب صوم يوم عرفة بعرفة، روي عن عائشة أنها كانت تصومه، وروي عن عثمان بن أبي العاص، وابن الزبير أنهما [ ص: 346 ] كانا يصومانه، وكان إسحاق يستحبه للحاج، وقال أحمد: إن قدر على الصوم صام، وإن أفطر فذاك يوم يحتاج إلى قوة.

                                                                            وكان عطاء يقول: أصوم في الشتاء، ولا أصوم في الصيف.

                                                                            واستحب أكثر أهل العلم الإفطار فيه، ليتقوى على الدعاء، وإليه ذهب مالك، وسفيان، والشافعي، روي عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، "نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة".

                                                                            وهذا نهي استحباب، لا نهي تحريم.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية