باب صوم يوم عرفة.
1789 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أبو منصور السمعاني، نا نا أبو جعفر الرياني، نا حميد بن زنجويه، حدثنا النضر بن شميل، عن شعبة، قال: سمعت غيلان بن جرير، عن عبد الله بن معبد الزماني، قال: أبي قتادة، رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا، وببيعتنا بيعة، قال: فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل صام الدهر، فقال: "لا صام ولا أفطر"، أو "ما صام وما أفطر"، قال: فسئل عن صوم يومين، وإفطار يوم، فقال: "ومن يطيق ذلك؟"، قال: فسئل عن صوم يوم، وإفطار يوم، فقال: "ذاك صوم أخي داود"، قال: فسئل عن صوم يوم، وإفطار يومين، قال: "وددت أن الله قوانا لذلك"، قال: فسئل عن صوم يوم الاثنين، فقال: " ذاك يوم بعثت فيه، وولدت فيه، وقال: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، [ ص: 343 ] ورمضان إلى رمضان صوم الدهر "، قال: وسئل عن صوم يوم عرفة، قال: "يكفر السنة الماضية والباقية"، وسئل عن صوم يوم عاشوراء، فقال: "يكفر السنة الماضية". عمر بن الخطاب: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف تصوم؟ فغضب، فقال
وهذا حديث صحيح، أخرجه عن مسلم، عن محمد بن مثنى، عن محمد بن جعفر، شعبة.
قال يشبه أن يكون غضبه صلى الله عليه وسلم من مسألة الرجل عن صومه، كراهية أن يقتدي به السائل في صومه، فيتكلفه، ثم يعجز عنه فعلا، أو يسأمه ملالة، فيكون صائما من غير إخلاص ونية، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك بعض النوافل خوفا من أن يفرض عليهم إذا فعلوه اقتداء به، كما ترك القيام في شهر رمضان. أبو سليمان الخطابي:
وقوله: "لا صام ولا أفطر"، معناه: الدعاء عليه زجرا له عن ذلك، ويشبه أن يكون الذي سأل عنه من صوم الدهر، هو أن يسرد صيام السنة كلها لا يفطر فيها الأيام المنهي عنها. [ ص: 344 ] .