وقد احتج بعض من يذهب في خطب الحج إلى أنها أربع خطب لقوله ذلك أيضا بما قد كان من أبي بكر رضي الله عنه في حجته التي كان حجها قبل حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكرنا خطبه هذه التي كانت منه فيها .
[ ص: 130 ] 1377 - كما قد حدثنا ، قال أخبرنا أحمد بن شعيب بن علي قال : قرأت على إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، عن أبي قرة موسى بن طارق ، ، قال : حدثني ابن جريج عبد الله بن عثمان بن خيثم ، عن ، عن أبي الزبير جابر ، رضي الله عنه على الحج أبا بكر فأقبلنا بين أهل العلم أنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث لا يخطب بمكة في يوم النحر .
وفي تركه صلى الله عليه وسلم الخطبة يومئذ بمنى بعد الظهر ما قد دل على نسخ ما كان قبل ذلك من رضي الله عنه في خطبته في حجته في ذلك اليوم أبي بكر بمنى والله أعلم .
وأما الخطبة بعد النحر فإن ومالكا ، أبا حنيفة وأبا يوسف ومحمدا جعلوها ثاني يوم النحر ، وجعلها ثالث يوم النحر مع إجماعهم أنها خطبة يأمر الإمام الناس فيها بالتعجيل إن شاؤوا ، أو المقام إن شاؤوا . الشافعي
ولما كان مما لم يختلفوا فيه أن الخطبة التي يأمر الإمام الناس فيها بالخروج إلى منى قبل يوم الخروج إليها ، كان كذلك الخطبة التي يأمرهم بالتعجيل فيها بيومين ، وبالمقام قبل اليوم الذي يخرجون فيه ولما كانت خطبة عرفة في صدر النهار الأخير ، كان كذلك الخطبة بعد يوم النحر تكون في صدر النهار الأخير ، كما قال ، أبو حنيفة ، ومالك بن أنس ، وأبو يوسف ومحمد ، غير أن في حديث موسى بن طارق الذي ذكرناه عن في هذا الباب : فلما كان يوم النفر الأول قام أحمد بن شعيب فخطب الناس ، فحدثهم كيف ينفرون ، وكيف يرمون ، فكان في هذا الحديث أن خطبته رضي الله عنه كانت في ذلك اليوم الذي يكون فيه النفر لمن شاء أن ينفر فيه ، لا في اليوم الذي قبله ، فثبت بذلك ما ذكرناه عن أبو بكر ، فيه ، وكان أولى من القياس بحري ، والذي في هذا الحديث توقيف . الشافعي
وأما فلم يكن يخطب يوم النحر أصلا فهذه خطب الحج قد ذكرناها ، وما قد روي فيها ، وما قد قاله أهل العلم فيها ، واحتججنا لمن صح قوله عندنا منهم بما صح به قوله عندنا والله نسأله التوفيق . زفر
[ ص: 131 ]