الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  فمما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الطواف من الحجر الأسود ما قد ذكرناه عن ابن عباس في حديث أبي الطفيل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرمل في الحجر الأسود ، غير أنه إنما ذكر في هذا الحديث ابتداء الرمل خاصة ، لا ابتداء الطواف ، وقد يجوز أن ابتداء الرمل من هناك ، وقد كان ابتداء الطواف من غيره ، فنظرنا في ذلك فوجدنا علي بن عبد الرحمن :

                  1332 - قد حدثنا ، قال حدثنا عفان بن مسلم ، قال حدثنا سليم بن أخضر ، قال حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرمل من الحجر إلى الحجر .

                  1333 - وجدنا محمد بن عمرو بن يونس ، قد حدثنا ، قال : حدثني أسباط بن محمد ، عن عبيد الله ، عن نافع ، قال : كان ابن عمر يرمل من الحجر إلى الحجر ثلاثا ، ويمشي أربعا على هيئته .

                  [ ص: 109 ] قال ابن عمر : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .

                  فكان خبر ابن عمر هذا فيه الدلالة على ما ذكرنا ، لأنه ذكر فيه ابتداء رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف وانتهاءه في كل شوط إلى حيث ابتدأه ، وليس كحديث ابن عباس الذي قال فيه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمل من الحجر الأسود إلى الركن اليماني حيث يراه العدو ، فإذا توارى عنهم مشى " هذا يحتمل أن يكون ابتدأ الطواف بالرمل من حيث رمل ، ويحتمل أن يكون ابتدأ الطواف بالمشي من حيث مشى وقد روي عن جابر بن عبد الله في هذا ما يدل على ما روي فيه عن ابن عمر أيضا .

                  1334 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال أخبرنا ابن وهب ، أن مالكا ، حدثه عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف سبعا ، رمل في ثلاث منهن من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود .

                  فهذا ينبغي لمن أراد الطواف بالبيت أن يبتدئ الطواف به غير أنه ينبغي للطائفين به أن يكون طوافهم من وراء الحجر ، وأن لا يحتسبوا فيه بطواف إن كانوا طافوه في الحجر ، لأن الحجر من البيت ، وإنما على الناس الطواف بالبيت ، لا الطواف فيه.

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية