37 - ذكر الأخبار الدالة والبيان الواضح من الكتاب أن الإيمان والإسلام اسمان لمعنى واحد إلخ .
وقال الله عز وجل : ( ولا يرضى لعباده الكفر ) .
وقال : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) .
وقال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) .
وقال : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ) .
فمدح الله الإسلام بمثل ما مدح به الإيمان وجعله اسم ثناء وتزكية . وأخبر أن من أسلم فهو على نور من ربه وهدى وأخبر أنه دينه الذي ارتضاه ألا ترى أن أنبياء الله ورسله رغبوا فيه إليه وسألوه إياه ، فقال إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم وإسماعيل صلى الله عليه وسلم سألا ، فقالا ( واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) .
وقال يوسف عليه السلام : ( توفني مسلما وألحقني بالصالحين ) .
وقال : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) . [ ص: 322 ]
وقال : ( إن الدين عند الله الإسلام ) .
وقال عز وجل : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب ) ، إلى قوله ( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) .
وقال : ( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا ) .
وقال في موضع : ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم ) ، إلى قوله : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) ، فحكم الله عز وجل بأن من أسلم فقد اهتدى ، ومن آمن فقد اهتدى فسوى بينهما .
وقال في موضع آخر : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ) .
وقال في قصة لوط : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) .
وقال : ( وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين ) . وقال : ( إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ) ، فدل ذلك على أن من آمن فهو مسلم وأن من استحق أحد الاسمين استحق الآخر إذا عمل بالطاعات التي آمن بها ، فإذا ترك منها شيئا مقرا بوجوبها كان غير مستكمل ، فإن جحد منها شيئا كان خارجا من جملة الإيمان والإسلام ، وهذا قول من جعل الإسلام على ضربين : إسلام يقين وطاعة وإسلام استسلام من القتل [ ص: 323 ] والسبي ، قال الله عز وجل : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ) .
وقال : ( ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) .
165 - أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى ، وعبد الله بن إبراهيم ، قالا : ثنا أنبأ أبو مسعود ، (ح) وأنبأ عبد الله بن نمير ، ثنا محمد بن يعقوب الشيباني ، محمد بن شاذان ، ثنا أنبأ إسحاق بن إبراهيم ، جرير ، عن عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، سفيان بن عبد الله الثقفي ، قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك ، قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " . ا ه .
زاد قال : ابن نمير قلت ما أكثر ما تخاف علي فأشار بيده إلى لسانه . ا ه .
رواه جماعة ، عن منهم هشام أبو أسامة ، وغيرهما . وروى وابن نمير عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري ، عن سفيان بن عبد الله نحوه . ا هـ .