185  - أخبرنا  أحمد بن إسحاق بن أيوب ،  وعلي بن محمد بن نصر ،  قالا : ثنا محمد بن يحيى بن المنذر البصري ،  ثنا  أبو عاصم الضحاك بن مخلد ،  ثنا  كهمس بن الحسن ،   (ح) ، وثنا إبراهيم بن حاتم ،  ثنا عبد الرحمن بن حماد ،  قالا : ثنا بشر بن موسى ،  قال : ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ،  ثنا  كهمس بن الحسن ،  عن  عبد الله بن بريدة ،  عن  يحيى بن يعمر ،  قال  [ ص: 348 ]  : كان أول من تكلم في القدر بالبصرة   معبد الجهني ،  فانطلقت وحميد بن عبد الرحمن الحميري  حاجين أو معتمرين حتى قدمنا المدينة ،  فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء القوم في القدر ، فوافقنا  عبد الله بن عمر ،  وهو داخل المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه ، والآخر عن يساره فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن  إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ، ويزعمون أن لا قدر إنما الأمر أنف ، قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني منهم بريء وأنهم مني براء ، والذي يحلف به عبد الله  لو أن أحدهم أنفق مثل أحد  ذهبا ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر ، ثم قال : حدثني  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد ، سواد الشعر ، شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر سفر ، ولا يعرفه منا أحد حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه ، فقال : أخبرني عن الإسلام ، ما الإسلام ؟ ، قال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا  رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " ، قال : صدقت ، قال : فعجبنا منه يسأله ويصدقه ، ثم قال : أخبرني عن الإيمان ، ما الإيمان ؟ ، قال : " أن تؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر كله خيره وشره " ، ثم قال : أخبرني عن الإحسان ، ما الإحسان ؟ ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، قال : أخبرني عن الساعة ، قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " ، قال : أخبرني عن أمارتها ، قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان " ، قال عمر :  فلبثت ثلاثا ثم قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " يا عمر   [ ص: 349 ] تدري من السائل ؟ " ، قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه جبريل  عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم " .  ا ه . 
				
						
						
