681 - أخبرنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ، ثنا أنبأ يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرني عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد ، قال : حدثني ابن شهاب الزهري ، أن عروة بن الزبير ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ، قالت : عائشة ، بغار حراء ، فيبيت فيه الليالي أولات العدد ، قبل أن يرجع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى فيتزود لمثلها ، حتى فجئه الحق ، وهو خديجة بحراء ، فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، فقال : " ما أنا بقارئ " ، قال : " فأخذني ، فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني " ، فقال : اقرأ . قلت : " ما أنا بقارئ " ، قال : " فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني " ، فقال : اقرأ . قلت : " ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد " ، فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) حتى بلغ ( علم الإنسان ما لم يعلم ) ، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف حتى دخل على فقال : " زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، ثم قال خديجة ، " أي لخديجة : مالي " ، قال : فأخبرها الخبر ، قالت : فقال : " لقد خشيت على نفسي " ، فقالت [ ص: 690 ] خديجة ، كلا والله لا يخزيك الله أبدا ، والله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق " ، فانطلقت به خديجة : حتى أتت به خديجة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ، وكان عم أخو أبيها ، وكان امرءا قد تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، وكان يكتب الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن أخيك ، قال خديجة : ورقة بن نوفل : ابن أخي ماذا ترى ؟ ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام ، يا ليتني فيها جذعا ، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " ، قال : نعم ، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤيدا ، ثم لم يلبث ورقة أن توفي ، وفتر الوحي فترة ، حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا ، فغدا من أجله مرارا لكي يتردى من ذروة شاهق جبال الحرم ، فكلما أوفى ذروة جبل لكي يلقي نفسه ، تبدى له جبريل ، فقال : يا محمد إنك رسول الله ، فيسكن لذلك جأشه ، ويبقي نفسه فيرجع ، فإذا طال عليه فترة الوحي غدا ، لمثل ذلك فإذا أوفى على ذروة الجبل تبدى له جبريل عليه السلام ، فقال مثل ذلك . كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو ا ه .