685 - أنبأ عبد الله بن جعفر البغدادي ، بمصر ، ثنا ثنا يحيى بن أيوب المصري ، حدثني يحيى بن عبد الله بن بكير ، عن الليث بن سعد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عروة بن الزبير ، رضي الله عنها أنها قالت : عائشة ، بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي والأيام ذوات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى فيتزود لمثلها حتى فجأه الحق وهو في خديجة غار حراء فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، فقال : " ما أنا بقارئ " ، قال : " فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت ما أنا بقارئ ، قال : فأخذني فغطني الثالثة حتى [ ص: 694 ] بلغ مني الجهد ثم أرسلني ، فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ) ، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على فقال : " زملوني زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال خديجة بنت خويلد ، وأخبرها الخبر : " لقد خشيت على نفسي " ، فقالت لخديجة كلا والله ، لا يخزيك الله أبدا ، والله إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة : حتى أتت به خديجة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم وكان امرءا تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني ، ويكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة ، يا ابن عم اسمع من ابن أخيك ، فقال خديجة : ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر ما رأى ، فقال له ورقة بن نوفل : هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى عليه السلام ، يا ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أو مخرجي هم ؟ " ، فقال ورقة : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي حتى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني مرارا يريد أن يتردى من رؤوس شواهق جبال الحرم ، كلما أوفى ذروة جبل ليلقي نفسه تبدى له جبريل عليه السلام ، فقال : يا محمد إنك رسول الله حقا ، فيسكن لذلك جأشه ، وتقر نفسه فيرجع ، فإذا طالت عليه فترة الوحي عاد لمثل ذلك ، كلما أوفى ذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو ا ه . [ ص: 695 ]