713 - أنبأ ثنا خيثمة بن سليمان ، أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل ، ثنا أنبأ عبد العزيز الأويسي ، عن سليمان بن بلال ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، (ح) وأنبأ أنس بن مالك الأنصاري ، علي بن محمد بن نصر ، ثنا وأحمد بن إسحاق بن أيوب ، الحسن بن زياد الرازي ، ثنا قال : حدثني أخي إسماعيل بن أبي أويس ، عبد الحميد بن عبد الله بن [ ص: 718 ] عبد الله أبو بكر ، عن عن سليمان بن بلال ، قال : سمعت شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، أنس بن مالك ، مسجد الكعبة أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام فقال أولهم : أيهم هو ؟ ، قال أوسطهم هو خيرهم ، فقال : خذوا خيرهم ، فكان تلك الليلة فلم يرهم حتى جاؤوا ليلة أخرى ، والنبي صلى الله عليه وسلم نائمة عيناه ولا ينام قلبه ، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم ، فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند زمزم ، فتولى جبريل عليه السلام فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته ، ثم فرج صدره وجوفه فغسله بماء زمزم حتى أنقى جوفه ، ثم أتى بطست من ذهب فيه نور من ذهب ، محشوا إيمانا وحكمة فحشي به صدره وجوفه وأصل أذنه ثم أطبقه ، ثم عرج به إلى السماء الدنيا فضرب بابا من أبوابها فناداه أهل السماء : من هذا ؟ ، قال جبريل ، قال : ومن معك ؟ ، قال : محمد ، قالوا : وقد بعث إليه ؟ ، قال : نعم ، قال : فمرحبا وأهلا ، يستبشر به أهل السماء ، ما يعلم أهل السماء ما يريد الله في الأرض حتى يعلمهم فوجد في السماء الدنيا آدم ، فقال جبريل : هذا أبوك آدم فسلم عليه فرد عليه السلام ، فقال : مرحبا بك وأهلا يا بني ، فنعم الابن أنت ، فإذا في السماء الدنيا نهران يطردان ، فقال : " ما هذان النهران يا جبريل ؟ " ، قال : هذا النيل والفرات ، ثم مضى به في السماء ، فإذا هو بنهر آخر عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فذهب يشم ترابه ، فإذا هو مسك ، قال : " يا جبريل ما هذا النهر ؟ " ، قال : هو الكوثر الذي خبأ لك ربك ، ثم عرج به إلى السماء الثانية ، فقيل له ما قيل في الأولى ، ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، فقيل له ما قيل في الأولى والثانية ، ثم عرج به إلى السماء الرابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء الخامسة ، فقالوا له مثل ذلك ، ثم عرج به إلى السماء السادسة ، ثم السابعة ، فقالوا له مثل ذلك ، وفي كل سماء أنبياء قد سماهم أنس بن مالك ، فوعيت منهم : إدريس في الثانية ، وهارون في الرابعة ، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه ، وإبراهيم في السادسة ، وموسى في السابعة بفضل كلامه [ ص: 719 ] ، فقال موسى : لم أظن أنه يرفع علي أحد ، ثم علا به فوق ذلك بما لا يعلمه إلا الله حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار عز وجل رب العزة فتدلى حتى كان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إليه ما شاء الله ، ففيما أوحى إليه خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة ثم هبط حتى بلغ موسى عليه السلام فاحتبسه ، فقال : يا محمد ماذا عهد إليك ربك ؟ ، قال : عهد إلي خمسين صلاة على أمتي كل يوم وليلة " ، فقال موسى : إن أمتك لا تستطيع فارجع فليخفف عنك وعنهم ، فالتفت إلى جبريل كأنه يستشيره فأشار إليه نعم إن شئت ، فعلا به حتى أتى الجبار وهو مكانه ، فقال : " يا رب خفف عنا فإن أمتي لا تستطيع هذا " ، فوضع عنه عشر صلوات ، ثم رجع إلى موسى ، فلم يزل يردده حتى صارت إلى خمس ، ثم احتبسه عند الخمس ، فقال موسى : قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من هذا الخمس فضيعوه وتركوه ، فأمتك أضعف أجسادا وقلوبا وآثارا وأسماعا وأبصارا ، فارجع فليخفف عنك ربك ، كل ذلك يلتفت إلى جبريل ليشير عليه فلا يكره ذلك جبريل عليه السلام فرفعه عند الخامسة ، فقال : " يا رب إن أمتي ضعاف أجسادهم وأسماعهم وأبصارهم وآثارهم فخفف عنا " ، فقال الجبار عز وجل إن كان قاله فهو الحق : قال : يا محمد ، قال : " لبيك وسعديك " ، قال : لا يبدل القول لدي ، هي كما كتبت عليك في أم الكتاب بكل حسنة عشر أمثالها فهي خمسون في أم الكتاب وهي عليك خمس ، قال : فرجع إلى موسى ، فقال : كيف فعلت ؟ ، فأخبره فقال له نحو ما قال له ، قال : " قد والله استحييت من ربي عز وجل " ، قال : فاهبط باسم الله ، قال : فاستيقظ وهو في المسجد الحرام يحدث عن ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من " . ا هـ . رواه وغيره ، عن عبد العزيز الأويسي ، سليمان ا ه . ورواه عبد العزيز الدراوردي ، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، عن شريك ا ه . [ ص: 720 ]