الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
932 - أنبأ إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ، ثنا أحمد بن منصور الرمادي ، ثنا هارون بن معروف ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الشامي ، قال : سمعت سليم بن عامر الخبائري ، يقول : سمعت عوف بن مالك الأشجعي ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الشفاعة فسألته أن يجعلني من أهلها ، فقال : " إنها لكل مسلم " ا ه

قال : وثنا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد ، ثنا ابن جابر قال : سمعت سليم بن عامر يقول : سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا ، قال : فاستيقظت من الليل ، فإذا لا أرى شيئا في المعسكر أطول من مؤخر الرحل ، قد لصق كل إنسان بعيره بالأرض ، فقمت أتخلل الناس حتى دفعت إلى مضجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو ليس فيه ، فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد ، فخرجت أتخلل الناس فأقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ذهب برسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى خرجت من المعسكر كله فبصرت بسواد فذهبت إليه [ ص: 874 ] فرميته بحجر فذهبت إلى السواد ، فإذا معاذ بن جبل ، وأبو عبيدة بن الجراح وإذا بصوت كدوي الرحى ، وكصوت القصباء حين يصيبها الريح ، فقال بعضنا لبعض : يا قوم اثبتوا حتى تصبحوا ، أو يأتيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلبثنا ما شاء الله ثم نادى : " أثم معاذ ، وأبو عبيدة ، وعوف بن مالك ؟ " ، قلنا : نعم ، فأقبل إلينا فخرجنا معه لا نسأله شيئا ولا يخبرنا حتى قعد على فراشه ، فقال : " أتدرون ما خيرني ربي الليلة ؟ " ، قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : " فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة " ، فقلنا : يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها ، قال : هي لكل مسلم " . ا هـ / 50 رواه بشر بن بكر ، وغيره ، عن ابن جابر . " وهذا حديث مشهور " . عن ابن جابر ويقول : سمعت سليم بن عامر يقول : سمعت عوفا ، " وهو ثابت على رسم مسلم وغيره ، وسليم أحد الثقات في الشاميين ، أدرك أبا بكر الصديق رضي الله عنه " ، وروي عن معاوية بن صالح ، وجابر بن غانم ، عن سليم ، عن معدي كرب ، عن عوف من وجه لا يثبت ، وحديث ابن جابر أصح وأولى ، وعند سليم بن عامر ، عن عوف بن مالك غير هذا الحديث . ا هـ [ ص: 875 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية