روي عن مرفوعا، قال: عبد الله بن عباس تفكروا في كل شيء ولا تفكروا في ذات الله عز وجل - وقال حذيفة بن اليمان إن جمعت في الله وقسمته في ذات الله فأنت أنت، وإلا فلا. لعمر بن الخطاب:
[ ص: 33 ] 388 - أخبرنا حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن صفوان، حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، قال: أخبرني الزهري، عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة من أصحاب أن أبي هريرة، قال: أبا هريرة،
خبيب الأنصاري عينا، فأسروهم فلما أرادوا قتل خبيب، فذكر الحديث. قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة، منهم فأخبرني الزهري: عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته، خبيب، قال خبيب في أبيات له:
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله
وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم حين أصيبوا. أنهم حين أراد المشركون قتل وهذا حديث مجمع على صحته من حديث الزهري.
(اختلف أهل العلم في معرفة معنى الذات )
فقال بعضهم: وقال بعضهم: ذات الله بهجته، وقال بعضهم: انقطع العلم دونها، وقيل: استغرقت العقول والأوهام في معرفة ذاته، واختصرت أقاويلهم، والأولى وبالله التوفيق، أن ذات الله عز وجل موصوفة بالعلم غير مدركة بالإحاطة، ولا مرئية بالأبصار في دار الدنيا ; [ ص: 34 ] لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذات الله عز وجل حقيقته، إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا، وهو موجود بحقائق الإيمان على الإتقان بلا إحاطة إدراك بها، بل هو أعلم بذاته، فهو موصوف، غير مجهول، وموجود غير مدرك، ومرئي غير محاط به، لقربه كأنك تراه، وقريب غير ملازق، وبعيد غير منقطع، يسمع ويرى، وهو العلي الأعلى، وعلى العرش استوى، تبارك وتعالى، ظاهر في ملكه وقدرته، وقد حجب عن الخلق كنه ذاته، ودلهم عليه بآياته، فالقلوب تعرفه والعقول لا تكيفه، وهو بكل شيء محيط، وهو على كل شيء قدير. [ ص: 35 ] [ ص: 36 ]