أما الحرام فالممات دونه
والحل لا حل فأستبينه
فكيف لي الأمر الذي تبغينه
ثم مضى مع أبيه ، فزوجه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ، فأقام عندها ثلاثا ، ثم إن نفسه دعته إلى ما دعته إليه الخثعمية ، فأتاها ، فقالت : يا فتى ، ما صنعت بعدي ؟ قال : زوجني أبي آمنة بنت وهب ، وأقمت عندها ثلاثا ، قالت : إني والله ما أنا بصاحبة ريبة ، ولكن رأيت في وجهك نورا ، فأردت أن يكون في ، وأبى الله إلا أن يصيره حيث أحب ، ثم قالت " لما خرج فاطمة الخثعمية :
إني رأيت مخيلة لمعت فتلألأت بحناتم القطر
فلمائها نور يضيء له ما حوله كإضاءة البدر
ورجوته فخرا أبوء به ما كل قادح زنده يوري
ولها أيضا :
لله ما زهرية سلبت ثوبيك ما استلبت وما تدري
وما كل ما يحوي الفتى من تلاده لحزم ، ولا ما فاته لتوان
فأجمل إذا طالبت أمرا فإنه سيكفيكه جدان يعتلجان
سيكفيكه إما يد مقفعلة وإما يد مبسوطة ببنان
[ ص: 133 ] .
ولما حوت منه أمينة ما حوت فحيزت بفخر ما لذلك ثان