الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

- فصل في بيان الزهد وأنواعه ومن هو الجدير باسم الزاهد

- فصل في العزلة والخمول

- فصل في ترك الدنيا ومخالفة النفس والهوى

- فصل آخر في قصر الأمل والمبادرة بالعمل قبل بلوغ الأجل

- فصل في الاجتهاد في الطاعة وملازمة العبودية

- باب الورع والتقوى

الزهد الكبير للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة

جزء

25 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي ، ثنا عيسى بن محمد المروزي ، ثنا الحسن بن حماد قال : سمعت أبي حمادا يقول : دخلت البصرة فسألت مرحوما العطار : هل بقي من جلساء الحسن أحد ؟ فقال : بقي شيخ فأتيته فقلت له : رحمك الله إن رأيت أن تحدثني بعض كلام الحسن فأتعظ به ، فقال : كان الحسن كثيرا ما يقول في كلامه : يا ابن آدم نطفة بالأمس وجيفة غدا والبلى فيما بين ذلك يمسح جنبيك كأن الأمر يعني به غيرك إن الصحيح من لم تمرضه الذنوب ، وإن الطاهر من لم تنجسه الخطايا ، وإن أكثركم ذكرا للآخرة أنساكم للدنيا ، وإن أنسى الناس للآخرة أكثركم ذكرا للدنيا ، وإن أهل العبادة من أمسك نفسه عن الشر وإن البصير من أبصر الحرام فلم يقربه ، وإن العاقل من يذكر يوم القيامة ولم ينس الحساب .

25 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدُ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ ، ثَنَا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي حَمَّادًا يَقُولُ : دَخَلْتُ الْبَصْرَةَ فَسَأَلْتُ مَرْحُومًا الْعَطَّارَ : هَلْ بَقِيَ مِنْ جُلَسَاءِ الْحَسَنِ أَحَدٌ ؟ فَقَالَ : بَقِيَ شَيْخٌ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ : رَحِمَكَ اللَّهُ إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُحَدِّثَنِي بَعْضَ كَلَامِ الْحَسَنِ فَأَتَّعِظَ بِهِ ، فَقَالَ : كَانَ الْحَسَنُ كَثِيرًا مَا يَقُولُ فِي كَلَامِهِ : يَا ابْنَ آدَمَ نُطْفَةٌ بِالْأَمْسِ وَجِيفَةٌ غَدًا وَالْبِلَى فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ يَمْسَحُ جَنْبَيْكَ كَأَنَّ الْأَمْرُ يَعْنِي بِهِ غَيْرَكَ إِنَّ الصَّحِيحَ مَنْ لَمْ تُمْرِضْهُ الذُّنُوبُ ، وَإِنَّ الطَّاهِرَ مَنْ لَمْ تُنَجِّسْهُ الْخَطَايَا ، وَإِنَّ أَكْثَرَكُمْ ذِكْرًا لِلْآخِرَةِ أَنْسَاكُمْ لِلدُّنْيَا ، وَإِنَّ أَنْسَى النَّاسِ لِلْآخِرَةِ أَكْثَرُكُمْ ذِكْرًا لِلدُّنْيَا ، وَإِنَّ أَهْلَ الْعِبَادَةِ مَنْ أَمْسَكَ نَفْسَهُ عَنِ الشَّرِّ وَإِنَّ الْبَصِيرَ مَنْ أَبْصَرَ الْحَرَامَ فَلَمْ يَقْرَبْهُ ، وَإِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ يَذْكُرُ يَوْمَ الْقِيَامَةَ وَلَمْ يَنْسَ الْحِسَابَ .

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث