حدثنا محمد بن سعيد القزاز ، حدثنا عصام بن الفضل الرازي ، حدثنا ، عن الزبير بن بكار قال: قال محمد بن حرب عبد الله بن حسن لابنه: يا بني احذر الجاهل، وإن كان لك ناصحا، كما تحذر العاقل إذا كان لك عدوا; فيوشك الجاهل أن يورطك بمشورته في بعض اغترارك، فيسبق إليك مكر العاقل.
قال رضي الله عنه: أبو حاتم والوهن، والمهابة، والتعرض، والتحاسد، والظلم، والخيانة، والغفلة، والسهو، والغي، والفحش، والفخر، والخيلاء، والعدوان، والبغضاء. ومن شيم الأحمق العجلة، والخفة، والعجز، والفجور، والجهل، والمقت،
وإن من أعظم أمارات الحمق في الأحمق لسانه; فإنه يكون قلبه في طرف لسانه، ما خطر على قلبه نطق به لسانه.
والأحمق يتكلم في ساعة بكلام يعجز عنه سحبان وائل، ويتكلم في الساعة الأخرى بكلام لا يعجز عنه بأقل.
والعاقل يجب عليه مجانبة من هذا نعته، ومخالطة من هذه صفته، فإنهم يجترئون على من عاشرهم. ألا ترى الزط ليسوا هم بأشجع الناس، ولكنهم يجترئون على الأسد لكثرة ما يرونها.
وأنشدني محمد بن يوسف بن أيوب الأرمني :
ولمن يعادي عاقلا خير له من أن يكون له صديق أحمق فارغب بنفسك أن تصادق أحمقا
إن الصديق على الصديق مصدق
[ ص: 122 ] وأنشدني منصور بن محمد الكريزي أنشدني أبي لصالح بن عبد القدوس :
احذر الأحمق أن تصحبه إنما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعته من جانب حركته الريح وهنا فانخرق
أو كصدع في زجاج فاحش هل ترى صدع زجاج يلتصق؟
كحمار السوء إن أقضمته رمح الناس، وإن جاع نهق
وإذا جالسته في مجلس أفسد المجلس منه بالخرق
وإذا نهنهته كي يرعوي زاد شرا، وتمادى في الحمق
عجبا للناس في أرزاقهم ذاك عطشان، وهذا قد غرق