الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر الحث على لزوم العلم والمداومة على طلبه

أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا محمد بن يحيى ، ومحمد بن رافع قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر ، عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ قلت: جئت أنبط العلم قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع ".

قال أبو حاتم: الواجب على العاقل إذا فرغ من إصلاح سريرته: أن يثني بطلب العلم والمداومة عليه، إذ لا وصول للمرء إلى صفاء شيء من أسباب الدنيا إلا بصفاء العلم فيه، وحكم العاقل أن لا يقصر في سلوك حالة توجب له بسط الملائكة أجنحتها رضا بصنيعه ذلك.

ولا يجب أن يكون متأملا في سعيه الدنو من السلاطين، أو نوال الدنيا به، فما أقبح بالعالم التذلل لأهل الدنيا!.

حدثنا محمد بن إبراهيم الخالدي ، حدثنا داود بن أحمد الدمياطي ، حدثنا عبد الرحمن بن عفان قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول " ما أقبح بالعالم يؤتى إلى منزله، فيقال: أين العالم؟ فيقال: عند الأمير، أين العالم؟ فيقال: عند القاضي، ما للعالم وما للقاضي؟ وما للعالم وما للأمير؟ ينبغي للعالم أن يكون في مسجده يقرأ في مصحفه ".

[ ص: 34 ] حدثنا أبو يعلى ، حدثنا غسان بن الربيع ، حدثنا سليم مولى الشعبي عن الشعبي قال " يا طلاب العلم، لا تطلبوا العلم بسفاهة وطيش، اطلبوه بسكينة ووقار وتؤدة ".

وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي :


وفي العلم والإسلام للمرء وازع وفي ترك طاعات الفؤاء المتيم     بصائر رشد للفتى مستبينة
وإخلاص صدق علمها بالتعلم



التالي السابق


الخدمات العلمية