حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد القيسي ، حدثنا محمد بن الوليد بن أبان العقيلي ، حدثنا قال، أنشدني نعيم بن حماد ابن المبارك:
ما ذاق طعم الغنى من لا قنوع له ولن ترى قانعا ما عاش مفتقرا والعرف من يأته يحمد عواقبه
ما ضاع عرف، ولو أوليته حجرا
سمعت يوسف بن يونس الفرغاني يقول: بعث أبو السنور الشاعر إلى الأمير بطبق ورد يوم النيروز هدية، وبعث إليه بهذه الأبيات: أبي الأشعث
بعثنا ببر تافه، دون قدركم وما تبعث الألطاف للقل والكثر
ولكن ظرفا أن تزيد مودة فهل تكرمنا بالقبول وبالعذر؟
فلو كان بري حسب ما أنت أهله أتاك إذا روحي على طبق البر
سمعت عمر بن محمد الهمداني يقول: سمعت وزيره ابن محمد الغساني يقول: قدم بعض الكتاب العسكر، فأهدى إليه إخوانه، وكان فيهم من قعدت به الحال، فوجه إليه بدقة وأشنان، وكتب إليه: لو تمت الإرادة - جعلت فداءك - ببلوغ النية فيه، وملكتني الجدة بسط القدرة لأتعبت السابقين إلى برك، ولبرزت أمام المجتهدين في فضلك، ولكن البضاعة قعدت بالهمة، وقصرت عن مساماة أهل النعمة، وكرهت أن تطوى صحيفة البر، وليس لي فيها ذكر، فوجهت إليك بالمبتدأ به ليمنه، وبركته، وبالمختتم به لطيبه ونفعه، مقتصرا عن ألم التقصير فيه، فأما ما سوى ذلك فالمعبر عني فيه قول الله: ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج ) والسلام.