وأنشدني الأبرش :
ما ذل ذو صمت، وما من مكثر إلا يزل، وما يعاب صموت إن كان منطق ناطق من فضة
فالصمت در زانه الياقوت
[ ص: 45 ] أنبأنا ابن قتيبة ، حدثنا قال: سمعت المسيب بن واضح علي بن بكار يقول " جعل الله لكل شيء بابين، وجعل للسان أربعة: الشفتين مصراعين والأسنان مصراعين ".
أنبأنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي بالبصرة حدثنا أنبأنا نصر بن علي الجهضمي محمد بن يزيد بن خنيس عن " أن شابا كان يحضر مجلس وهيب بن الورد ويحسن الاستماع، ثم ينصرف من قبل أن يتكلم، ففطن له عمر بن الخطاب، عمر، فقال له: إنك تحضر مجلسنا، وتحسن الاستماع، ثم تنصرف من قبل أن تتكلم، فقال الشاب: إني أحضر فأتوقى وأتنقى، وأصمت فأسلم ".
قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم ويعلم أنه إنما جعلت له أذنان وفم واحد ليسمع أكثر مما يقول، لأنه إذا قال ربما ندم، وإن لم يقل لم يندم، وهو على رد ما لم يقل أقدر منه على رد ما قال، والكلمة إذا تكلم بها ملكته، وإن لم يتكلم بها ملكها، والعجب ممن يتكلم بالكلمة، إن هي رفعت ربما ضرته، وإن لم ترفع لم تضره، كيف لا يصمت؟ ورب كلمة سلبت نعمة! ". الواجب على العاقل أن ينصف أذنيه من فيه،
أخبرنا أحمد بن قريش بن عبد العزيز ، حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي قال: أنشدني رجل من ربيعة :
لعمرك ما شيء علمت مكانه أحق بسجن من لسان مذلل
على فيك مما ليس يعنيك شأنه بقفل وثيق ما استطعت فأقفل
فرب كلام قد جرى من ممازح فساق إليه سهم حتف معجل
وللصمت خير من كلام بمأثم فكن صامتا تسلم، وإن قلت فاعدل