قال أحمد: قال يتأول القرآن ( عبد الرزاق: أو صديقكم ) يقول: لا يستأذن.
أنبأنا محمد بن سعيد القزاز ، حدثنا علان بن المغيرة البصري ، حدثنا عمرو [ ص: 88 ] الناقد ، حدثنا عن ابن عيينة أنه قال " يزيدني حرصا على الحج لقاء إخوان لي لا ألقاهم بغير الموسم ". أيوب السختياني
قال رضي الله عنه: الواجب على العاقل أن يعلم أن الغرض من المؤاخاة ليس الاجتماع والمؤاكلة والمشاربة، والسراق يداخلون الرجال على التقارف، ولا يزدادون بذلك مودة، ولكن أبو حاتم من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها مشي القصد وخفض الصوت، وقلة الإعجاب، ولزوم التواضع وترك الخلاف.
ولا يجب للمرء أن يكثر على إخوانه المؤونات فيبرمهم، لأن المرضع إذا كثر مصه ربما ضجرت أمه فتلقيه.
ولا ينبغي لمن قدر أن يمنع أخاه شيئا يحتاج إليه ليجبر به مصيبته، أو يفرج به كربته.
والعاقل لا يؤاخي لئيما، لأن اللئيم كالحية الصماء لا يوجد عندها إلا اللدغ والسم، ولا يصل اللئيم، ولا يؤاخي إلا عن رغبة أو رهبة، والكريم يود الكريم على لقية واحدة، ولو لم يلتقيا بعدها أبدا.
ولقد أخبرنا محمد بن المنذر ، حدثنا ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس إسماعيل [ ص: 89 ] بن محمود عن ، عن ابن المبارك سفيان عن " أنه أصيب بمصيبة فقيل له يونس بن عبيد لم يأتك؟ فقال: إنا إذا وثقنا بمودة أخينا لم يضره أن لا يأتينا ". ابن عوف
قال رضي الله عنه: العاقل يتفقد ترك الجفاء مع الإخوان، ويراعي محوها إن بدت منه، ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة، لأن من استصغر الصغير يوشك أن يجمع إليه صغيرا، فإذا الصغير كبير، بل يبلغ مجهوده في محوها، لأنه لا خير في الصدق إلا مع الوفاء، كما لا خير في الفقه إلا مع الورع، وإن من أخرق الخرق التماس المرء الإخوان بغير وفاء، وطلب الأجر بالرياء، ولا شيء أضيع من مودة تمنح من لا وفاء له، وصنيعة تصطنع عند من لا يشكرها. أبو حاتم
وأنشدني الخلادي قال: أنشدني محمد بن محمد البكري :
احذر مودة ماذق خلط المرارة بالحلاوة يحصي الذنوب عليك
أيام الصداقة للعداوة
وأنشدني محمد بن إبراهيم البصري - بصور - لنفسه :
لا يغرنك صديق أبدا لك في المنظر، حتى تخبره
كم صديق كنت منه في عمى غرني منه زمانا منظره
كان يلقاني بوجه طلق وكلام كاللآلي ينثره
فإذا فتشته عن غيبه لم أجد ذاك لود يضمره
فدع الإخوان إلا كل من يضمر الود كما قد يظهره
فإذا فزت بمن يجمع ذا فاجعلنه لك ذخرا تذخره