الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
189 - ( 1163 ) - حدثنا زهير ، حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن أبي سعيد قال : بعث علي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من اليمن بذهبة في أدم مقروظ لم تحصل ، فقسمها بين أربعة [ ص: 391 ] نفر : زيد الخيل ، والأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن ، وعلقمة بن علاثة ، فقال ناس من المهاجرين والأنصار : نحن كنا أحق بهذا ، فبلغه ذلك فشق عليه ، فقال : " لا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء ؟ " فقام إليه ناتئ العينين ، مشرف الوجنتين ، ناشز الجبهة ، كث اللحية ، محلوق الرأس ، مشمر الإزار ، فقال : يا رسول الله اتق الله ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ويحك ، أولست أحق أهل الأرض بأن أتقي الله ؟ " ثم أدبر ، فقام خالد سيف الله ، فقال : يا رسول الله ، ألا أضرب عنقه ؟ فقال : " لا : إنه لعله أن يصلي " . قال : إنه إن يصلي يقول بلسانه ما ليس في قلبه . قال : " إني لم أومر أن أشق عن قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم " . فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقف ، فقال : " إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " . فقال عمارة : فحسبت أنه قال : " لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود   .

التالي السابق


الخدمات العلمية