[ ص: 201 ] بقية من مسند عبد الله بن أنيس  
1 - (  905  ) - حدثنا  أبو خيثمة  ، حدثنا  يعقوب بن إبراهيم  ، حدثنا  أبي  ، عن  ابن إسحاق  ، حدثني  محمد بن جعفر بن الزبير  ، عن ابن عبد الله بن أنيس  ، عن  أبيه  قال : دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إنه بلغني أن ابن سفيان بن نبيح الهذلي  جمع لي الناس ليغزوني ، وهو بنخلة  ، أو بعرنة  ، فأته " قال : قلت : يا رسول الله ، انعته لي حتى أعرفه ، فقال : آية ما بينك وبينه ، أنك إذا رأيته وجدت له قشعريرة "  [ ص: 202 ] قال : فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه في ظعن يرتاد لهن منزلا ، حين كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من القشعريرة ، فأخذت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة ، فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي ، فلما انتهيت إليه قال : ممن الرجل ؟ قلت : رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل ، فجاء لذلك . قال : أجل ، إني أنا في ذلك ، قال : فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ، ثم خرجت وتركت ظعائنه منكبات عليه ، فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآني قال : " قد أفلح الوجه " . قال : قلت : قتلته يا رسول الله . قال : " صدقت " قال : ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلني بيته فأعطاني عصا ، فقال : " أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله بن أنيس   " . قال : فخرجت بها على الناس ، فقالوا : ما هذه العصا ؟ قلت : أعطانيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرني أن أمسكها . قالوا : أفلا ترجع فتسأله : لم ذلك ؟ قال : فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ قال : " آية بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقل الناس المختصرون - أو : المتخصرون - يومئذ . فقرنها عبد الله  بسيفه ، فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ، ثم دفنا جميعا  ، رحمه الله . 
				
						
						
