الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 6 ] مسند بريدة

440 - ( 1413 ) - أخبرنا أبو يعلى ، قال : قرئ على بشر بن الوليد ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن بريدة ، عن أبيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه كان إذا بعث سرية ، أو جيشا أوصى صاحبها بتقوى الله في خاصة نفسه ، وأوصاه بمن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا باسم الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فإذا لقيتم عدوكم من المشركين فادعوهم إلى الإسلام ، فإن أسلموا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ، ثم ادعوهم إلى التحول من [ ص: 7 ] دارهم إلى دار المسلمين ، فإن فعلوا فاقبلوا منهم ، وإلا فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين ، وليس لهم في الفيء ، ولا في الغنيمة نصيب ، فإن أبوا ذلك فادعوهم إلى إعطاء الجزية ، فإن فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ، فإذا حاصرتم حصنا أو مدينة ، فإن أرادوكم أن تنزلوهم على حكم الله ، فلا تنزلوهم ، فإنكم لا تدرون ما حكم الله ، ولكن أنزلوهم على حكمكم ، ثم احكموا فيهم ما رأيتم ، وإذا حاصرتم قصرا فلا تعطوهم ذمة الله ، ولا ذمة رسوله ، ولكن أعطوهم ذممكم وذمم آبائكم ، فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون   .

[ ص: 8 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية