الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
111 - ( 250 ) - حدثنا زكريا بن يحيى ، حدثنا عبد الله بن عيسى ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة ، فوجد أبا بكر في المسجد ، فقال : ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله ، وجاء عمر بن الخطاب ، فقال : يا ابن الخطاب ، ما أخرجك ؟ قال : أخرجني الذي أخرجكما يا رسول الله ، فقعد عمر ، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما ، ثم قال : هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا ؟ قلنا : نعم ، قال : مروا بنا إلى ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري ، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا فسلم ، فاستأذن ثلاث مرات ، وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام وتريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد رسول [ ص: 215 ] الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم ، فقالت : يا رسول الله ، قد والله سمعت تسليمك ، ولكني أردت أن تزيدنا من سلامك ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، وقال : أين أبو الهيثم ما أراه ؟ قالت : هو قريب ، ذهب يستعذب لنا من الماء ، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله ، فبسطت لهم بساطا تحت شجرة ، فجاء أبو الهيثم وفرح بهم ، وقرت عينه بهم ، وصعد على نخلة فصرم لهم عذقا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حسبك يا أبا الهيثم ، قال : يا رسول الله ، تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه ، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا من النعيم الذي تسألون عنه ، وقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياك واللبون ، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز ، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم للقائلة ، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم ، فوضع الطعام بين أيديهم وأكلوا وشبعوا وحمدوا الله عز وجل ، وردت عليهم أم الهيثم بقية الأعذاق ، فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه ، فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم   .

التالي السابق


الخدمات العلمية