[ ص: 241 ] 520 - ( 6360 ) - حدثنا ، حدثنا الحسن بن إسماعيل أبو سعيد ، عن إبراهيم ، عن الزهري ، عن عطاء بن يزيد ، قال : أبي هريرة
ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ، يقول : يا رب اصرف وجهي ، سفعني ريحها وأحرقني دخانها ، فيقول : هل رأيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره ، فيقول : لا وعزتك ، فيعطي الله ما شاء من عهود ومواثيق ، فلا يزال يدعو حتى يصرف وجهه عن النار ، فإذا أقبل بوجهه إلى الجنة سكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : يا رب ، قدمني إلى باب الجنة ، فيقول الله عز وجل : ويحك - أو : ويلك - ابن آدم ، ما أغدرك [ ص: 243 ] ألم تعطني عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك ، فلا يزال يدعو حتى يقول : هل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسألني غيره ؟ فيعطي ربه ما شاء من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره ، فيقدمه إلى باب الجنة ، فإذا قام على باب الجنة تفهقت له الجنة ، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور ، فسكت ما شاء الله أن يسكت ، ثم يقول : يا رب أدخلني الجنة ، فيقول : يا ابن آدم ، ما أغدرك ألم تعطني عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيتك ؟ فيقول : يا رب ، لا أكون أشقى خلقك ، ولا يزال يدعو ويسأله حتى قيل له ادخل الجنة ، فيقال له : تمن ، فيتمنى ، حتى إن الله يذكره من كذا وكذا حتى إذا انقضت به الأماني ، قال : لك هذا ومثله قال الناس : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل تضارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ، هل تضارون في القمر ليلة البدر ؟ قالوا : لا ، قال : كذلك ترونه ، يجمع الله الناس يوم القيامة ، فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ومن كان يعبد القمر القمر ، ومن كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، حتى تبقى هذه الأمة فيها شفعاؤها ، ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، ثم أدعى فأكون أول من [ ص: 242 ] يتكلم ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وفي الجسر كلاليب مثل شوك السعدان ، هل رأيتم السعدان ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنه مثل شوك السعدان ، غير أنه لا يدري ما قدر عظمه إلا الله عز وجل ، يخطف الناس بأعمالهم ، منهم المؤمن ودي بعمله ، ومنهم المجازى - أو كلمة تشبهها لم يحفظها إبراهيم - حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد ، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ، ممن أراد الله أن يرحمه ، فيخرجونهم ، فيعرفونهم بآثار السجود ، وحرم الله عز وجل على النار أن تأكل آثار السجود ، فيصب عليهم ماء الحياة - أو قال : من ماء الحياة - فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل . .
521 - ( 6361 ) - قال : عطاء بن يزيد مع وأبو سعيد يسمع حديثه لا يرد عليه منه شيئا ، حتى إذا قال : لك هذا ومثله معه ، قال أبي هريرة أبو سعيد : لك هذا وعشرة أمثاله . قال : ما حفظت من قوله : إلا لك هذا ومثله معه . [ ص: 244 ] قال أبو هريرة أبو سعيد : أشهد أني حفظت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : هو لك وعشرة أمثاله .
قال : فذلك آخر رجل دخل الجنة . أبو هريرة