16 - ( 644 ) - حدثنا ، حدثنا القواريري ، [ ص: 16 ] حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن سالم أبو النضر شيخ ، من بني تميم قال :
مسجد البصرة في زمن الحجاج بن يوسف ، وفي يده عصاه وصحيفة يحملها في يده ، فقال : يا عبد الله ، ترى هذا الكتاب نافعي عند صاحبكم هذا ؟ قلت : وما هذا [ ص: 17 ] الكتاب ؟ قال : كتاب كتبه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قلت : وكيف كتبه لكم ؟ قال : قدمت المدينة مع أبي وأنا غلام شاب في إبل جلبناها إلى المدينة لنبيعها - قال : وكان صديقا لأبي - فنزلنا عليه ، فقال أبي : طلحة بن عبيد الله أبا محمد ، اخرج معنا فبع لنا ظهرنا ، فإنه لا علم لنا بهذه السوق . قال : " أما أن أبيع لك فلا . إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يبيع حاضر لباد ، ولكن سأخرج معكما إلى السوق ، فإذا رضيت لكما رجلا ممن يبايعكما أمرتكما ببيعه " قال : فخرجنا وخرج معنا ، فجلس في ناحية من السوق ، وساومنا الرجال بظهرنا ، حتى إذا أعطانا رجل ما يرضينا أتيناه فاستأمرناه في بيعه ، فقال : نعم فبايعوه ، فقد رضيت لكما وفاءه وملأه . قال : فبايعناه ، وأخذنا الذي لنا ، فقال له أبي : خذ لنا كتابا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا .
قال : ذاك لكل مسلم . فقلنا : وإن كان . قال : فمشى بنا ، فقال : يا رسول الله ، إن هذين يحبان أن تكتب لهما أن لا يتعدى عليهما في صدقاتهما ، قال : " ذاك لكل مسلم " قال : يا رسول الله ، إنهما يحبان أن يكون عندهما منك كتاب ، قال : فكتب لهما هذا الكتاب ، فتراه نافعي عند صاحبكم هذا ؟ فقد والله تعدي علينا في صدقاتنا ، قال : قلت : لا أظن والله جلس إلي وأنا في .