ولما بين الله كراهتهم لحكمه، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: والله لو أمرتنا بالجهاد والخروج من ديارنا وأموالنا لخرجنا.
فقال الله: وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين
وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن إلى الجهاد، قل لا تقسموا لا تحلفوا، وتم الكلام، ثم قال: طاعة معروفة أي: طاعة حسنة للنبي صلى الله عليه وسلم بنية خالصة، قال معناه ليكن منكم طاعة. مقاتل بن سليمان:
وقال تأويله طاعة معروفة أحسن من قسمكم بما لا تصدقون فيه، فحذف خبر الابتداء للعلم به. الزجاج:
وقوله: إن الله خبير بما تعملون أي: من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل.
ثم أمرهم بالطاعة، فقال: قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ثم خاطبهم، فقال: فإن تولوا أي تتولوا، فحذف إحدى التاءين، أي قال: تعرضوا عن طاعتهما.
فإنما عليه على الرسول، ما حمل من التبليغ وأداء الرسالة، وعليكم ما حملتم من الطاعة، وإن تطيعوه تهتدوا تصيبوا الحق، وما على الرسول إلا البلاغ المبين ليس عليه إلا أن يبلغ ويبين لكم.