وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
وإذا مس يعني أصاب الإنسان يعني أبا حذيفة بن المغيرة بن عبد الله المخزومي ضر يعني بلاء أو شدة دعا ربه منيبا إليه يقول : راجعا إلى الله من شركه موحدا يقول : اللهم اكشف ما بي ثم إذا خوله نعمة منه يقول : أعطاه الله الخير نسي يعني ترك ما كان يدعو إليه من قبل في ضره وجعل أبو حذيفة لله أندادا يعني شركاء ليضل عن سبيله يعني ليستزل عن دين الإسلام قل لأبي حذيفة تمتع بكفرك قليلا في الدنيا إلى أجلك إنك من أصحاب النار . ثم ذكر المؤمن ، فقال سبحانه : أمن هو قانت يعني مطيع لله في صلاته ، وهو عمار بن ياسر آناء الليل ساجدا يعني ساعات الليل ساجدا وقائما في صلاته يحذر عذاب الآخرة ويرجو رحمة ربه يعني الجنة كمن لا يفعل ذلك ليسا بسواء قل هل يستوي الذين يعلمون أن ما وعد الله إضمار في الآخرة من الثواب والعقاب حق ، يعني عمار بن ياسر والذين لا يعلمون يعني أبا حذيفة إنما يتذكر أولو الألباب يعني أهل اللب والعقل ، يعني عمار بن ياسر.
[ ص: 129 ] ثم قال : قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا العمل في هذه الدنيا حسنة يعني الجنة وأرض الله واسعة يعني المدينة إنما يوفى الصابرون أجرهم يعني جزاءهم الجنة وأرزاقهم فيها بغير حساب .