والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم
والذين كفروا بآيات الله ، يعني بالقرآن، ولقائه ، وكفروا بالبعث، أولئك يئسوا من رحمتي ، يعني من جنتي، وأولئك لهم عذاب أليم . يعني وجيعا.
ثم ذكر إبراهيم، عليه السلام، في التقديم، قال: فما كان جواب قومه .
يعني قوم إبراهيم، عليه السلام، حين دعاهم إلى الله عز وجل ونهاهم عن عبادة الأصنام.
[ ص: 516 ] إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه بالنار، فقذفوه في النار، فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات ، يعني عز وجل إن في النار التي لم تحرق إبراهيم، عليه السلام، لعبرة لقوم يؤمنون يعني يصدقون بتوحيد الله عز وجل.
وقال لهم إبراهيم عليه السلام: إنما اتخذتم الأوثان آلهة، من دون الله عز وجل، أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ، يعني بين الأتباع والقادة مودة على عبادة الأصنام، ثم إذا كان يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض يقول: تتبرأ القادة من الأتباع، ويلعن بعضكم بعضا ، يقول: ويلعن الأتباع القادة من الأمم الخالية وهذه الأمة، ثم قال لهم إبراهيم، عليه السلام: ومأواكم النار ، يعني مصيركم إلى النار، وما لكم من ناصرين ، يعني مانعين من العذاب يمنعونكم منه.
فآمن له لوط ، يعني فصدق بإبراهيم لوط ، عليهما السلام، وهو بإبراهيم حين رأى أول من صدق إبراهيم لم تضره النار، قال إبراهيم، عليه السلام: إني مهاجر إلى ربي يعني هجر قومه المشركين من أرض كوثا هو ولوط ، وسارة أخت لوط ، عليهم السلام، إلى الأرض المقدسة، إلى ربي ، يعني إلى رضا ربي، وقال في الصافات: إني ذاهب إلى ربي ، يعني إلى رضا ربي، سيهدين ، فهاجر وهو ابن خمس وسبعين سنة، إنه هو العزيز الحكيم .