وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون واتقوا النار التي أعدت للكافرين وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون
وما جعله الله يعني : المدد إلا بشرى لكم تستبشرون بها وتفرحون [ ص: 317 ] ولتطمئن قلوبكم به أي : لتسكن به [قلوبكم] وما النصر إلا من عند الله ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم أي : يخزيهم فينقلبوا خائبين قال قوله محمد : طرفا يعني : قطعة ، وقوله : أو يكبتهم قيل : الأصل فيه : يكبدهم ؛ أي : يصيبهم في أكبادهم بالحزن والغيظ ، التاء مبدلة فيه من دال ؛ لقرب مخرجيهما .
ليس لك من الأمر شيء الآية .
يحيى : عن عن أبي الأشهب ، الحسن ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) . (أن رسول الله عليه السلام أدمي وجهه يوم أحد ، فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول : كيف يفلح قوم أدموا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم ؟ ! فأنزل الله :
قال يحيى : فيها تقديم وتأخير ؛ قال : ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ، أو يتوب عليهم أو يعذبهم ؛ فإنهم ظالمون ، ليس لك من الأمر شيء .
[ ص: 318 ] ومعنى : أو يتوب عليهم يرجعون إلى الإيمان أو يعذبهم بإقامتهم على الشرك .
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة كانوا في الجاهلية إذا حل دين أحدهم على صاحبه ؛ فتقاضاه ، قال : أخر عني وأزيدك .