حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون قال الحسن : ليس أحد من خلق الله ، ليس لله بولي إلا وهو يسأل الرجعة إلى الدنيا عند الموت بكلام يتكلم به وإن كان أخرس لم يتكلم في الدنيا بحرف قط ، وذلك إذا استبان له أنه من أهل النار ، سأل الرجعة ولا يسمعه من يليه لعلي أعمل صالحا فيما تركت يعني : فيما ضيعت . قال الله : لست براجع إلى الدنيا ، ثم قال : كلا إنها كلمة هو قائلها يعني : هذه الكلمة : رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت .
ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال السدي : البرزخ : ما بين النفختين .
قال : وكل شيء بين شيئين فهو برزخ . محمد
فإذا نفخ في الصور قد مضى تفسيره فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون [ ص: 212 ] تفسير الحسن : يقول : فلا أنساب بينهم يتعاطفون عليها ، كما كانوا يتعاطفون عليها في الدنيا ، ولا يتساءلون عليها أن يحمل بعضهم عن بعض ، كما كانوا يتساءلون في الدنيا بأنسابهم ، كقول الرجل : أسألك بالله وبالرحم .
تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون .
يحيى : عن صاحب له ، عن يحيى بن عبد الله المزني ، عن أبيه ، عن قال : قال رسول الله عليه السلام : أبي هريرة " شفته السفلى ساقطة على صدره ، والعليا قالصة قد غطت وجهه " .
[ ص: 213 ]