الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون  إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم  والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين  والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين  ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين  ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم  

                                                                                                                                                                                                                                      والذين يرمون أي : يقذفون بالزنا المحصنات يعني : الحرائر المسلمات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء يجيئون جميعا يشهدون عليها بالزنا فاجلدوهم ثمانين جلدة يجلد بالسوط ضربا بين ضربين ، وكذلك من قذف حرا مسلما . ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون العاصون ، وليس بفسق الشرك ، وهي من الكبائر إلا الذين تابوا من بعد ذلك الآية ، تفسير الحسن وسعيد بن المسيب قالا : توبته فيما بينه وبين الله ولا شهادة له .

                                                                                                                                                                                                                                      والذين يرمون أزواجهم إلى قوله : والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين قال يحيى : هذا إذا ارتفعا إلى الإمام ، وثبت على قذفها ؛ قال أربع مرات عند الإمام : أشهد بالله إني لصادق ، ثم يقول في الخامسة : لعنة الله علي إن كنت من الكاذبين ، وتقول هي أربع مرات : أشهد بالله إنه لكاذب -تعني زوجها- ثم تقول في الخامسة : غضب الله علي إن كان من الصادقين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 223 ] قال محمد : من قرأ (أربع) بالنصب ، فالمعنى : فعليهم أن يشهد أحدهم أربع شهادات وهي تقرأ بالرفع على خبر الابتداء ؛ المعنى : فشهادة أحدهم التي تدرأ حد القذف أربع شهادات .

                                                                                                                                                                                                                                      ولولا فضل الله عليكم ورحمته تفسير السدي : يقول : لولا فضل الله عليكم ونعمته لأهلك الكاذب من المتلاعنين وأن الله تواب حكيم تواب على من تاب من ذنبه ، حكيم في أمره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية