الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم  لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين  لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون  ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم  إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم  

                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين جاءوا بالإفك عصبة جماعة منكم تفسير قتادة : قال : هذا كان في شأن عائشة ، وما أذيع عليها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأخذ الناس في الرحيل ، وانقطعت قلادة لها ؛ فطلبتها في المنزل ومضى الناس ، وقد كان صفوان بن معطل تخلف عن المنزل قبل ذلك ، ثم أقبل [ ص: 224 ] فوجد الناس قد ارتحلوا وهو على بعيره ، وإذا هو بعائشة فجاء ببعيره وولاها ظهره حتى ركبت ، ثم قادها فجاء وقد نزل الناس ، فتكلم في ذلك قوم فاتهموها .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : " بلغني أن عبد الله بن أبي ابن سلول وحسان بن ثابت ومسطحا وحمنة بنت جحش هم الذين تكلموا في ذلك ، ثم شاع ذلك في الناس ؛ فزعموا أن رسول الله عليه السلام لما أنزل الله عذرها جلد كل واحد منهم الحد " .

                                                                                                                                                                                                                                      لا تحسبوه يعني : عائشة وصفوان شرا لكم يعني : ما قيل فيهما بل هو خير لكم لكل امرئ منهم يعني : الذين قالوا ما قالوا ما اكتسب من الإثم على قدر ما أشاع والذي تولى كبره يعني : بدأ به منهم له عذاب عظيم قال بعضهم : هو عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق له عذاب عظيم جهنم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 225 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية