إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم
إن الذين جاءوا بالإفك عصبة جماعة منكم تفسير : قال : هذا كان في شأن قتادة ، وما أذيع عليها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأخذ الناس في الرحيل ، وانقطعت قلادة لها ؛ فطلبتها في المنزل ومضى الناس ، وقد كان عائشة صفوان بن معطل تخلف عن المنزل قبل ذلك ، ثم أقبل [ ص: 224 ] فوجد الناس قد ارتحلوا وهو على بعيره ، وإذا هو فجاء ببعيره وولاها ظهره حتى ركبت ، ثم قادها فجاء وقد نزل الناس ، فتكلم في ذلك قوم فاتهموها . بعائشة
قال يحيى : " بلغني أن عبد الله بن أبي ابن سلول وحسان بن ثابت ومسطحا هم الذين تكلموا في ذلك ، ثم شاع ذلك في الناس ؛ فزعموا أن رسول الله عليه السلام لما أنزل الله عذرها جلد كل واحد منهم الحد " . وحمنة بنت جحش
لا تحسبوه يعني : عائشة وصفوان شرا لكم يعني : ما قيل فيهما بل هو خير لكم لكل امرئ منهم يعني : الذين قالوا ما قالوا ما اكتسب من الإثم على قدر ما أشاع والذي تولى كبره يعني : بدأ به منهم له عذاب عظيم قال بعضهم : هو عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق له عذاب عظيم جهنم .
[ ص: 225 ]