106 - ذكر رضي الله عنه عكرمة بن أبي جهل
قال أهل التاريخ: فر يوم فتح عكرمة بن أبي جهل مكة إلى اليمن، فأسلمت امرأته، أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فاستأمنت له من النبي صلى الله عليه وسلم فأمنه.
روي عن سعد ، رضي الله عنه، قال: مكة آمن الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أربعة قال: "اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة" لما كان يوم فتح .
، عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ، فأما عبد الله بن خطل ، فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه ، سعيد بن حريث ، فسبق وعمار بن ياسر سعيد ، وكان أشب الرجلين فقتله، وأما عمارا مقيس بن صبابة فأدركه الناس في السوق فقتلوه، وأما فركب [ ص: 596 ] البحر فأصابهم عاصف، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة: أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا، ها هنا قال عكرمة لئن لم ينجني في البحر إلا الإخلاص، فما ينجيني في البر غيره، اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه أن آتي عكرمة: محمدا حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما، قال: فجاء فأسلم، عبد الله بن أبي سرح ، فإنه اختبأ عند رضي الله عنه، فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بايع عبد الله، فرفع رأسه فنظر إليه، ثلاثا، كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه، فقال: عثمان بن عفان "أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله" ، فقالوا: وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك، هلا أومأت إلينا بعينك، قال: "إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين" وعن وأما ، رضي الله عنه، أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث قيل: صدق الله رؤياك يا رسول الله، قال: "ليكونن غيره" ، ثم أسلم خالد بن الوليد ، فكان ذلك تصديق رؤياه عكرمة بن أبي جهل أن [ ص: 597 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني" ، فلما أسلم وعن ، رضي الله عنه، قال: عكرمة بن أبي جهل إن النبي صلى الله عليه وسلم يوم جئته قال: "مرحبا بالراكب المهاجر" ، قلت: والله يا رسول الله، لا أدع نفقة أنفقتها عليك إلا أنفقت مثلها في سبيل الله عز وجل [ ص: 598 ] وعن ، قال: ترجل ثابت البناني يوم عكرمة بن أبي جهل أجنادين، فقال له لا تفعل فإن قتلك على المسلمين شديد، فقال: خل عني يا خالد، فإنه قد كانت لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة، وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى ثم قتل. خالد بن الوليد:
أخبرنا عمر بن أحمد بن الفقيه ، في كتابه، حدثنا علي بن محمد بن الفقيه ، في كتابه، حدثنا أبو أحمد ، حدثنا ، حدثنا محمد بن أيوب أبو غسان ، حدثنا جرير ، عن مفخرة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم قال: " فأراد أن يركب البحر، فوجد على شط البحر لوحا فيه مكتوب: عكرمة بن أبي جهل وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل فأتى منه فرجع فأسلم " [ ص: 599 ] خرج