الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
105 - ذكر عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه

أصيب في عهد أبي بكر رضي الله عنه.

روي عن عمران بن حصين ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرض علي الأنبياء، النبي يجئ ليس معه إلا الرجل، ويجئ الآخر ليس معه إلا الرجلان، ويجئ الآخر ليس معه إلا النفر [ ص: 593 ] اليسير، قال، فنظرت فرأيت سوادا كثيرا، فظننت أنهم أمتي فلما دنوا إذا هم قوم موسى، قال: ثم رأيت سوادا كبيرا قد كادوا أن يملؤوا أفق السماء، فقلت: من هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء أمتك، قال: ففرحت بذلك واستبشرت، ثم قيل لي: انظر فإذا بسواد كثير أيضا، قلت: من هؤلاء؟ فقيل: هؤلاء من أمتك أيضا، ففرحت بذلك واستبشرت، ثم قيل: مع هؤلاء سبعون ألفا من أمتك يدخلون الجنة بغير حساب عليهم ولا عذاب "، قال: ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال لأصحابه: "من هؤلاء السبعون ألفا؟" ، فأجمع رأيهم على أنهم من ولد في الإسلام وثبت فيه لم يدرك شيئا من أمر الشرك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال: "هم الذين لا يتطيرون، ولا يسترقون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون" ، فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم.

قال: "أنت منهم" .

أو قال: "اللهم اجعله منهم" ، فقام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم يا رسول الله، فقال: "سبقك بها عكاشة"
 
وقال الشعبي: أتاني رجلان يتفاخران، رجل من بني عامر، ورجل من بني أسد، والعامري آخذ بيد الأسدي، ويقول الأسدي: دعني، وهو يقول: لا والله لا أدعك، قلت: يا أخا بني عامر دعه ، [ ص: 594 ] فقلت للأسدي: إنه قد كان لكم ست خصال لم تكن لأحد من العرب: كانت منكم امرأة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها الله إياه، وكان السفير بينهما جبريل، زينب، فكانت هذه لقومك، وكان منكم رجل من أهل الجنة يمشي في الأرض معتقا عكاشة بن محصن ، فكانت هذه لقومك، وكان أول لواء عقد في الإسلام لرجل منكم لعبد الله بن جحش ، فكانت هذه لقومك، وكان أول من بايع بيعة الرضوان رجل من قومك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "ابسط يديك أبايعك" ، قال: على ماذا؟ قال: "على ما في نفسك" ، قال: وما في نفسي؟ قال: "الفتح أو الشهادة" ، فبايعه أبو سنان ، فكان الناس يجيئون فيقولون: نبايع على بيعة أبي سنان   [ ص: 595 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية