قال قال أبي: هشام بن عروة: رب كلمة ذل احتملتها أورثتني عزا طويلا.
وقال: فإن الحسنة تدل على أختها، وإذا رأيته يعمل السيئة فاعلم أن له [ ص: 881 ] عندها أخوات، فإن السيئة تدل على أختها. إذا رأيت الرجل يعمل الحسنة فاعلم أن لها عنده أخوات،
وقال لبنيه وأحق ما اختير له. لا يهدين أحدكم إلى ربه عز وجل ما يستحي أن يهديه إلى كريمه، فإن الله أكرم الكرماء
وقال: وقال: الناس بأزمنتهم أشبه منهم بآبائهم، تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء. مكتوب في الحكمة: لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسطا،
وقيل: خرج إلى عروة ، فوقع في رجله الأكلة وصعدت في ساقه، فبعث إليه الوليد بن عبد الملك الوليد الأطباء، فقالوا له: ليس لها دواء إلا أن تقطع رجله، فقطعت رجله بالمنشار وهو صائم.
وفي رواية: وهو شيخ كبير فما تضور وجهه ولم يمسكه أحد، ودخل ابنه ، وهو أكبر ولده، دار دواب محمد بن عروة الوليد فرفسته دابة فقتلته، فخر وحمل ميتا، فقال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا .
ولم [ ص: 882 ] يدع تلك الليلة ورده، وكان يقرأ ربع القرآن في كل يوم في المصحف، ويقوم به ليله، ويتمثل بأبيات معن بن أوس:
لعمري ما أهويت كفي لريبة ولا حملتني نحو فاحشة رجلي ولا قادني سمعي ولا بصري لها
ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي وأعلم أني لم تصبني مصيبة
من الدهر إلا قد أصابت فتى قبلي
وفي رواية: ما أحسن ما صنع الله إلي، وهب لي سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء الله ثم أخذ واحدا وأبقى ستة، وأخذ عضوا وأبقى لي خمسا، يدين ورجلا وسمعا وبصرا.
وعن هشام ، قال: لما اتخذ أبي قصرا بالعتيق قال له الناس: جفوت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت مساجدهم لاهية، وأسواقهم لاغية، والفاحشة في فجاجهم عالية، فكان فيما هنالك عما هم فيه عافية.
وقال رأيت ابن شوذب: إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه ثم [ ص: 883 ] يأذن للناس فيه فيدخلون ويأكلون ويحملون، وكان إذا دخله ردد هذه الآية: عروة ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله .
حتى يخرج.
قال أهل التاريخ: أخو عروة بن الزبير ، أمهما عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، وكان من أفاضل أهل أسماء بنت أبي بكر الصديق المدينة، اختلفوا في موته فمنهم من قال: مات سنة تسع وتسعين، وقيل: سنة أربع وتسعين، وقيل: سنة خمس وتسعين، وقيل: سنة مائة، وقيل: سنة إحدى ومائة.
قال ابن رويم: مات يوم مات وهو يقول: أخشاك ربي وأرجوك، أخشاك ربي وأرجوك [ ص: 884 ] . عروة بن الزبير