الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بمكة قبل الوحي ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن خمس وعشرين سنة ، وكانت خديجة قبله تحت عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وولد له منها أولاده إلا إبراهيم ، وتوفيت خديجة بمكة قبل الهجرة .

[ ص: 138 ] ثم تزوج بعد موت خديجة سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، خطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمها وقدان بن عبد شمس ، وكانت قبل ذلك تحت السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي ، وكانت امرأة ثقيلة ثبطة ، وهي التي وهبت يومها لعائشة وقالت : لا أريد مثل ما تريد النساء ، وتوفيت سودة سنة خمسين .

ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة الصديق في شوال ، وهي بنت ست ، وبنى بها وهي بنت تسع بعد الهجرة ، وتوفيت عائشة ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة سبع وخمسين ، وصلى عليها أبو هريرة ، ودفنت بالبقيع ، ولم يتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرا غيرها .

ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حفصة بنت عمر بن الخطاب في شعبان ، أمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن [ ص: 139 ] جمح ، وكانت قبل ذلك تحت خنيس بن حذافة بن قيس ، وذلك في سنة ثلاث من الهجرة ، وتوفيت حفصة بنت عمر سنة خمس وأربعين .

ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه السنة في شهر رمضان زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة التي يقال لها : أم المساكين ، وكانت قبله تحت الطفيل بن الحارث ، وهي أول من لحقت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من نسائه .

ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة الرابعة من الهجرة أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وماتت أم سلمة سنة تسع وخمسين .

ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنة خمس زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة ، وكانت قبل ذلك عند زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوفيت زينب هذه سنة عشرين .

ثم اصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية بنت حيي بن أخطب في سنة سبع ، وهي من بني إسرائيل ، وكانت قبله عند كنانة بن أبي الحقيق ، سباها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاصطفاها ، وكانت ممن اصطفاها [ ص: 140 ] وأعتقها ، وتزوج بها ، وماتت صفية بنت حيي سنة خمسين .

ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر هذه السنة أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ، وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش ، وكانت بأرض الحبشة مع زوجها مهاجرة ، فمات زوجها عبيد الله بن جحش ، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ليخطبها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان وليها في تلك الناحية إذ كان سلطانا ولم يكن ولي بتلك الناحية ، والسلطان ولي من لا ولي له ، وكان الذي تولى الخطبة عليها والسعي في أمرها سعيد بن العاص ، وكان وليها حينئذ بالبعد ، فخرجت أم حبيبة مع جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وماتت أم حبيبة سنة أربع وأربعين .

وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهرم بن رويبة بن عبد الله بن عامر بن صعصعة ، وكانت قبله تحت أبي رهم بن عبد العزى من بني عامر بن لؤي ، وماتت ميمونة سنة ثمان وثمانين ، وهي خالة عبد الله بن عباس ، لأن أم عباس أم الفضل [ ص: 141 ] أخت ميمونة .

وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية ، وكانت قبله عند صفوان بن تميم ، سباها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بني المصطلق ، فصارت لثابت بن قيس بن الشماس ، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعتقها ، وتوفيت جويرية في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ، فصلى عليها مروان بن الحكم .

وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت النعمان الجونية ، ولم يدخل بها ، ثم طلقها وردها إلى أهلها .

وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرة بنت يزيد الكلابية وطلقها قبل أن يدخل بها .

وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابية ، فاستعاذت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تعوذت بعظيم فالحقي بأهلك " .

وتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ريحانة بنت عمرو القرظية ، [ ص: 142 ] فرأى بها بياضا قدر الدرهم ثم طلقها ولم يدخل بها ، فماتت بعد ذلك بأربعة أشهر ، وقد أعطى المقوقس ملك الإسكندرية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جارية يقال لها : مارية القبطية ، فأولدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم ابنه .

وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدنيا يوم خرج وعنده تسع نسوة : عائشة بنت أبي بكر الصديق ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب ، وسودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب ، وزينب بنت جحش بن رئاب ، وأم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة ، وميمونة بنت الحارث بن حزن ، وجويرية بنت الحارث بن أبي ضرار ، وصفية بنت حيي بن أخطب .

التالي السابق


الخدمات العلمية