الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 447 ] ( فصل [1] ) وأما قول الرافضي [2] " وجوزوا عليه فعل القبيح والإخلال بالواجب [3] " .

                  فيقال له : ليس في [ طوائف ] [4] المسلمين من يقول : إن الله تعالى يفعل قبيحا أو يخل بواجب ، ولكن المعتزلة ونحوهم ومن وافقهم من الشيعة النافين للقدر ، يوجبون على الله من جنس ما يوجبون على العباد ، ويحرمون عليه ما يحرمونه على العباد ، ويضعون له شريعة [ بقياسه ] [5] على خلقه ، فهم مشبهة الأفعال [6] .

                  وأما المثبتون للقدر من أهل السنة والشيعة ، فمتفقون على أن الله تعالى لا يقاس بخلقه في أفعاله ، كما لا يقاس بهم في ذاته وصفاته ، فليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ، وليس [ ص: 448 ] ما وجب على أحدنا وجب مثله على الله [ تعالى ] [7] ، ولا ما حرم على أحدنا حرم مثله على الله [ تعالى ] [8] ، ولا ما قبح منا قبح من الله ، ولا ما حسن من الله [ تعالى ] [9] حسن من أحدنا ، وليس لأحد منا أن يوجب على الله [ تعالى ] [10] شيئا ولا يحرم عليه شيئا .

                  فهذا أصل قولهم الذي اتفقوا عليه ، واتفقوا على أن الله [ تعالى ] [11] إذا وعد عباده بشيء كان وقوعه واجبا بحكم وعده ، فإنه الصادق في خبره الذي لا يخلف الميعاد ، واتفقوا على أنه لا يعذب أنبياءه ولا عباده الصالحين ، بل يدخلهم الجنة [12] ، كما أخبر .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية