وأما قوله : " وذهبوا إلى أنه لا يفعل لغرض ، بل كل أفعاله لا لغرض من الأغراض ولا لحكمة ألبتة
[1] " .
[ ص: 455 ] فيقال له :
أما
nindex.php?page=treesubj&link=28787تعليل أفعاله وأحكامه بالحكمة ، ففيه قولان مشهوران لأهل السنة ، والنزاع في كل مذهب من المذاهب الأربعة ، والغالب عليهم عند الكلام في الفقه وغيره التعليل . وأما في الأصول فمنهم من يصرح بالتعليل ومنهم من يأباه ،
nindex.php?page=treesubj&link=28787وجمهور أهل السنة على إثبات الحكمة والتعليل في أفعاله وأحكامه .
وأما لفظ الغرض
فالمعتزلة تصرح ، به وهم من القائلين بإمامة
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان [ رضي الله عنهم ]
[2] . وأما الفقهاء ونحوهم فهذا اللفظ يشعر عندهم بنوع من النقص : إما ظلم وإما حاجة ، فإن كثيرا من الناس إذا قال : فلان له غرض في هذا ، أو فعل هذا لغرضه ، أرادوا أنه فعله لهواه ومراده المذموم ، والله منزه عن ذلك . فعبر أهل السنة بلفظ الحكمة والرحمة والإرادة ونحو ذلك مما جاء به النص . [ وطائفة من المثبتين للقدر من المعتزلة يعبرون بلفظ الغرض أيضا ، ويقولون : إنه يفعل لغرض ، كما يوجد ذلك في كلام طائفة من المنتسبين إلى السنة ]
[3] .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : " وَذَهَبُوا إِلَى أَنَّهُ لَا يَفْعَلُ لِغَرَضٍ ، بَلْ كُلُّ أَفْعَالِهِ لَا لِغَرَضٍ مِنَ الْأَغْرَاضِ وَلَا لِحِكْمَةِ أَلْبَتَّةَ
[1] " .
[ ص: 455 ] فَيُقَالُ لَهُ :
أَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=28787تَعْلِيلُ أَفْعَالِهِ وَأَحْكَامِهِ بِالْحِكْمَةِ ، فَفِيهِ قَوْلَانِ مَشْهُورَانِ لِأَهْلِ السُّنَّةِ ، وَالنِّزَاعُ فِي كُلِّ مَذْهَبٍ مِنَ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ ، وَالْغَالِبُ عَلَيْهِمْ عِنْدَ الْكَلَامِ فِي الْفِقْهِ وَغَيْرِهِ التَّعْلِيلُ . وَأَمَّا فِي الْأُصُولِ فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَرِّحُ بِالتَّعْلِيلِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَأْبَاهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28787وَجُمْهُورُ أَهْلِ السُّنَّةِ عَلَى إِثْبَاتِ الْحِكْمَةِ وَالتَّعْلِيلِ فِي أَفْعَالِهِ وَأَحْكَامِهِ .
وَأَمَّا لَفْظُ الْغَرَضِ
فَالْمُعْتَزِلَةُ تُصَرِّحُ ، بِهِ وَهُمْ مِنَ الْقَائِلِينَ بِإِمَامَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ]
[2] . وَأَمَّا الْفُقَهَاءُ وَنَحْوُهُمْ فَهَذَا اللَّفْظُ يُشْعِرُ عِنْدَهُمْ بِنَوْعٍ مِنَ النَّقْصِ : إِمَّا ظُلْمٌ وَإِمَّا حَاجَةٌ ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ إِذَا قَالَ : فُلَانٌ لَهُ غَرَضٌ فِي هَذَا ، أَوْ فَعَلَ هَذَا لِغَرَضِهِ ، أَرَادُوا أَنَّهُ فَعَلَهُ لِهَوَاهُ وَمُرَادِهِ الْمَذْمُومِ ، وَاللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ ذَلِكَ . فَعَبَّرَ أَهْلُ السُّنَّةِ بِلَفْظِ الْحِكْمَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْإِرَادَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ النَّصُّ . [ وَطَائِفَةٌ مِنَ الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ يُعَبِّرُونَ بِلَفْظِ الْغَرَضِ أَيْضًا ، وَيَقُولُونَ : إِنَّهُ يَفْعَلُ لِغَرَضٍ ، كَمَا يُوجَدُ ذَلِكَ فِي كَلَامِ طَائِفَةٍ مِنَ الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى السُّنَّةِ ]
[3] .