الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما قوله : " وذهبوا إلى أنه لا يفعل لغرض ، بل كل أفعاله لا لغرض من الأغراض ولا لحكمة ألبتة [1] " .

                  [ ص: 455 ] فيقال له :

                  أما تعليل أفعاله وأحكامه بالحكمة ، ففيه قولان مشهوران لأهل السنة ، والنزاع في كل مذهب من المذاهب الأربعة ، والغالب عليهم عند الكلام في الفقه وغيره التعليل . وأما في الأصول فمنهم من يصرح بالتعليل ومنهم من يأباه ، وجمهور أهل السنة على إثبات الحكمة والتعليل في أفعاله وأحكامه .

                  وأما لفظ الغرض فالمعتزلة تصرح ، به وهم من القائلين بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان [ رضي الله عنهم ] [2] . وأما الفقهاء ونحوهم فهذا اللفظ يشعر عندهم بنوع من النقص : إما ظلم وإما حاجة ، فإن كثيرا من الناس إذا قال : فلان له غرض في هذا ، أو فعل هذا لغرضه ، أرادوا أنه فعله لهواه ومراده المذموم ، والله منزه عن ذلك . فعبر أهل السنة بلفظ الحكمة والرحمة والإرادة ونحو ذلك مما جاء به النص . [ وطائفة من المثبتين للقدر من المعتزلة يعبرون بلفظ الغرض أيضا ، ويقولون : إنه يفعل لغرض ، كما يوجد ذلك في كلام طائفة من المنتسبين إلى السنة ] [3] .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية