الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وكذلك لفظ " الجزء " يراد به بعض الشيء الذي ركب منه ، كأجزاء المركبات من الأطعمة والنباتات والأبنية [1] ، وبعضه الذي يمكن [ فصله ] [2] عنه كأعضاء الإنسان ، ويراد به صفته اللازمة له كالحيوانية للحيوان والإنسانية للإنسان والناطقية للناطق ، ويراد به بعضه الذي لا يمكن تفريقه كجزء الجسم الذي لا يمكن مفارقته له : إما الجوهر الفرد ، وإما المادة والصورة عند من يقول بثبوت ذلك [ ويقول : إنه ] [3] لا يوجد إلا بوجود الجسم ، وإما غير ذلك عند من لا يقول بذلك .

                  فإن الناس متنازعون في الجسم : هل هو مركب من المادة والصورة ، أو من الجواهر المنفردة ، أو لا من هذا [ ولا من هذا ] [4] ؟ على ثلاثة أقوال . وأكثر العقلاء على القول الثالث كالهشامية والنجارية والضرارية والكلابية [ والأشعرية ] [5] وكثير من الكرامية ، وكثير من أهل الفقه والحديث والتصوف والمتفلسفة وغيرهم .

                  والمقصود هنا أن لفظ " الجزء " [6] له عدة معان بحسب [ ص: 166 ] الاصطلاحات .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية