الوجه السادس [1]  : أن يقال لهذا الإمامي : أنت قلت : مذهب الإمامية  أحقها وأصدقها وأخلصها عن شوائب الباطل ; لأنهم اعتقدوا أن الله هو المخصوص بالأزلية والقدم ، وأن [ كل ] [2] ما سواه محدث ; لأنه واحد [3] وليس بجسم ولا في مكان وإلا لكان محدثا . 
وقد تبين أن أكثر [ متقدمي ] [4] الإمامية  كانوا بضد هذا :  كهشام بن الحكم  ، وهشام بن سالم  ، ويونس [5] بن عبد الرحمن القمي مولى آل يقطين  ، وزراة بن أعين  [6]  [ ص: 233 ] وأبي مالك الحضرمي  [7] ، وعلي بن ميثم  [8] ، وطوائف كثيرين هم  [ ص: 234 ] أئمة الإمامية  قبل [9] المفيد والطوسي  [10] والموسوي   والكراجكي  [11]  . 
وقد تقدم أن هذا قول قدماء الإمامية   فإن [12] قول المعتزلة  إنما حدث فيهم متأخرا ، وحينئذ فليست الإمامية  كلها على ما ذكرته ، ثم إن كان ما ذكرته هو الصواب فشيوخ الإمامية  المتقدمون على غير الصواب ، وإن كان خطأ فشيوخهم المتأخرون على هذا الخطأ ، فقد لزم بالضرورة أن شيوخ الإمامية  ضلوا في التوحيد : إما متقدموهم وإما متأخروهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					