الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه السادس [1] : أن يقال لهذا الإمامي : أنت قلت : مذهب الإمامية أحقها وأصدقها وأخلصها عن شوائب الباطل ; لأنهم اعتقدوا أن الله هو المخصوص بالأزلية والقدم ، وأن [ كل ] [2] ما سواه محدث ; لأنه واحد [3] وليس بجسم ولا في مكان وإلا لكان محدثا .

                  وقد تبين أن أكثر [ متقدمي ] [4] الإمامية كانوا بضد هذا : كهشام بن الحكم ، وهشام بن سالم ، ويونس [5] بن عبد الرحمن القمي مولى آل يقطين ، وزراة بن أعين [6] [ ص: 233 ] وأبي مالك الحضرمي [7] ، وعلي بن ميثم [8] ، وطوائف كثيرين هم [ ص: 234 ] أئمة الإمامية قبل [9] المفيد والطوسي [10] والموسوي والكراجكي [11] .

                  وقد تقدم أن هذا قول قدماء الإمامية فإن [12] قول المعتزلة إنما حدث فيهم متأخرا ، وحينئذ فليست الإمامية كلها على ما ذكرته ، ثم إن كان ما ذكرته هو الصواب فشيوخ الإمامية المتقدمون على غير الصواب ، وإن كان خطأ فشيوخهم المتأخرون على هذا الخطأ ، فقد لزم بالضرورة أن شيوخ الإمامية ضلوا في التوحيد : إما متقدموهم وإما متأخروهم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية