قال الأشعري [1] : " الروافض في القول بأن الله [2] عالم حي [3] قادر سميع بصير إله . وهم تسع واختلف [4] فرق : الزرارية " أصحاب فالفرقة الأولى منهم : " زرارة بن أعين الرافضي يزعمون أن الله لم يزل غير سميع ولا عليم ولا بصير حتى خلق ذلك لنفسه ، وهم يسمون التيمية [5] ، ورئيسهم زرارة بن أعين .
[ ص: 236 ] السيابية " أصحاب والفرقة الثانية منهم : " عبد الرحمن بن سيابة [6] يقفون في هذه المعاني ، ويزعمون أن القول فيها ما يقول جعفر كائنا قوله [ ما كان ] [7] ، ولا يعرفون [8] في هذه الأشياء [9] قولا .
والفرقة الثالثة منهم : يزعمون أن الله تعالى لا يوصف بأنه لم يزل [10] إلها قادرا ولا [11] سميعا بصيرا حتى يحدث الأشياء ; لأن [12] الأشياء التي كانت قبل أن تكون ليست بشيء ، ولن [13] يجوز أن يوصف بالقدرة لا [14] على شيء وبالعلم [ لا بشيء ] [15] . وكل الروافض [16] - إلا شرذمة قليلة - يزعمون أن الله يريد الشيء [17] ثم يبدو له فيه " .
[ ص: 237 ] قال [18] : " الروافض والفرقة الرابعة من [19] : يزعمون أن الله لم يزل لا حيا ثم صار حيا .
الروافض : وهم أصحاب " شيطان الطاق " والفرقة الخامسة من [20] يزعمون أن الله عالم في نفسه ليس بجاهل ، ولكنه [21] إنما يعلم الأشياء إذا قدرها وأرادها ، فأما قبل أن يقدرها ويريدها [22] فمحال أن يعلمها ، لا لأنه ليس بعالم ، ولكن الشيء لا يكون شيئا حتى يقدره ويشيئه [23] بالتقدير ، والتقدير عندهم الإرادة " .
[ ص: 238 ] قال [24] : " و [ الفرقة ] السادسة [25] من الرافضة [26] : أصحاب هشام بن الحكم يزعمون أنه محال أن يكون الله لم يزل عالما بالأشياء بنفسه ، وأنه إنما يعلم الأشياء بعد أن لم يكن بها عالما ، وأنه يعلمها [ بعلم ] [27] ، وأن العلم صفة له ، ليست هي هو [28] ، ولا هي غيره [29] ولا بعضه فلا يجوز [30] أن يقال : العلم [31] محدث أو قديم لأن العلم صفة [32] ، والصفة لا توصف . قال : ولو كان لم يزل عالما لكانت المعلومات لم تزل ; لأنه لا يصح عالم إلا بمعلوم موجود . قال : ولو كان عالما بما يفعله عباده لم تصح المحنة والاختبار [33] " .
قال [34] : " وقال في سائر صفات الله هشام [35] كقدرته وحياته وسمعه وبصره وإرادته ، إنها صفات الله [36] ، لا هي الله ، ولا غير الله . وقد [ ص: 239 ] اختلف عنه في القدرة والحياة : فمنهم [37] من يحكي عنه أنه كان يقول [38] : إن البارئ لم يزل قادرا حيا ، ومنهم من ينكر أن يكون قال ذلك " .
قال [39] : " الرافضة : لا يزعمون أن البارئ عالم في نفسه كما قال والفرقة السابعة من [40] شيطان الطاق ، ولكنهم [41] يزعمون أن الله لا يعلم الشيء حتى يؤثر أثره ، والتأثير عندهم الإرادة ، فإذا أراد الشيء علمه ، وإذا لم يرده لم يعلمه . ومعنى أراد عندهم أنه تحرك حركة [42] هي إرادة ، فإذا تحرك علم الشيء ، وإلا لم يجز الوصف له بأنه عالم به [43] " .
قال : " الرافضة : يزعمون والفرقة الثامنة من [44] أن معنى أن الله يعلم أنه يفعل ، فإن قيل لهم : أتقولون [45] : [ إن ] [46] الله سبحانه لم يزل عالما [ ص: 240 ] بنفسه ؟ اختلفوا . فمنهم من يقول : لم يزل لا يعلم بنفسه [47] حتى فعل العلم ؛ لأنه قد كان ولما يفعل ، ومنهم من يقول : لم يزل يعلم بنفسه [48] . فإن قيل لهم : [ فلم ] [49] يزل يفعل ؟ قالوا : نعم ، ولا نقول بقدم [50] الفعل " .
قال : " ومن الرافضة من يزعم أن الله يعلم ما يكون قبل أن يكون ، إلا أعمال العباد فإنه لا يعلمها إلا في [51] حال كونها " .
قال : " الرافضة : يزعمون أن الله تعالى [ لم يزل ] والفرقة التاسعة من [52] عالما حيا [53] قادرا ، ويميلون إلى نفي التشبيه ، ولا يقرون [54] بحدوث العلم [55] ، ولا بما حكيناه من التجسيم وسائر ما أخبرنا به من التشبيه [ عنهم ] [56] " .