الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه السابع :

                  أن يقال : إن كان هذا الحديث من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ، . [ ص: 112 ] فليس فيه حجة لهذا القائل [1] ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ قد ] [2] قال : ( من [3] مات ميتة جاهلية . ) ( * في أمور ليست [4] من أركان الإيمان التي من تركها كان كافرا .

                  كما في صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من قتل تحت راية عمية يدعو عصبية ، أو ينصر عصبية ، فقتلته جاهلية * ) [5] . [6] ، وهذا الحديث يتناول من قاتل في العصبية ، والرافضة رءوس هؤلاء ، ولكن لا يكفر المسلم بالاقتتال في العصبية ، كما دل على ذلك الكتاب والسنة ، فكيف يكفر بما هو دون [7] ذلك .

                  وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة [ رضي الله عنه ] [8] قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من خرج من الطاعة ، وفارق الجماعة ، ثم مات ، . [ ص: 113 ] مات ميتة جاهلية . ) [9] ، وهذا حال الرافضة ، فإنهم يخرجون عن الطاعة ، ويفارقون الجماعة .

                  وفي الصحيحين [10] عن ابن عباس [ رضي الله عنهما ] [11] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه ، فليصبر عليه ، ( 4 فإن من فارق الجماعة ، فمات ، مات ميتة جاهلية . ) ، وفي لفظ : ( من رأى من أميره شيئا يكرهه ، فليصبر عليه 4 ) [12] فإن من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية . ) [13] .

                  وهذه النصوص مع كونها صريحة في حال الرافضة ، فهي وأمثالها المعروفة عند أهل العلم لا بذلك [14] اللفظ الذي نقله .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية