الوجه التاسع : أن يقال مقصود الرسالة هو الإخبار بالعذاب لمن كذب وعصى ، كما قال موسى وهارون عليهما السلام لفرعون : إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى [ سورة طه : 48 ] .
وحينئذ فإذا قال : هو خلق في الكفر ولم يخلق في إرادة الإيمان .
[ ص: 74 ] قيل له : هذا لا يناقض وقوع العذاب بمن كذب وتولى ، فإن كان لم يخلق فيك الإيمان فأنت ممن يعاقبه ، وإن جعلك مؤمنا فأنت ممن يسعده [1] ونحن رسل مبلغون لك منذرون لك ، فقد حصل مقصود الرسول [2] وبلغ البلاغ المبين ، وإنما المكلف يخاصم ربه حيث أمره بما لم يعنه عليه ، وهذا لا يتعلق بالرسول ولا يضره [3] ، والله سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .


