الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الثاني : أن يقال : هي من الله خلقا لها [1] في غيره وجعلا لها عملا لغيره ، وهي من العبد فعلا [ له ] قائما به وكسبا يجر به منفعة إليه [2] أو يدفع به مضرة ، وكون العبد هو الذي قام به الفعل ، وإليه يعود حكمه الخاص انتفاعا به أو تضررا [3] ، جهة لا تصلح لله ، فإن الله لا تقوم [ ص: 149 ] به أفعال العباد ، ولا يتصف بها ، ولا تعود إليه أحكامها ، التي تعود إلى موصوفاتها . وكون الرب هو الذي خلقها وجعلها عملا لغيره بخلق قدرة العبد ومشيئته [4] وفعله جهة لا تصلح للعبد ، ولا يقدر على ذلك إلا الله ، ولهذا قال أكثر المثبتين للقدر : إن أفعال العباد مخلوقة لله ، وهي فعل العبد وإذا قيل هي فعل [5] الله فالمراد أنها [6] مفعولة له ، [ لا أنها ] [7] هي الفعل الذي هو مسمى المصدر .

                  وهؤلاء هم الذين يفرقون بين الخلق والمخلوق ، وهم أكثر الأئمة ، وهو آخر قولي القاضي أبي يعلى وقول أكثر أصحاب [ الإمام ] [8] أحمد [9] وهو قول [ ابنيه يعني ابني القاضي أبي يعلى ] [10] : القاضي أبي حازم [11] و [ القاضي ] أبي الحسين [12] وغيرهما .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية