الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  ( فصل )

                  قال [ الرافضي ] [1] : " ومنها أنه يلزم أن يكون الكافر مطيعا بكفره ; لأنه قد فعل ما هو مراد الله تعالى لأنه أراد منه الكفر ، وقد فعله ولم يفعل الإيمان الذي كرهه الله منه [2] فيكون قد أطاعه لأنه فعل مراده ولم يفعل ما كرهه [3] ، ويكون النبي عاصيا لأنه يأمره بالإيمان الذي يكرهه الله [ منه ] [4] وينهاه عن الكفر الذي يريده الله منه " [5] .

                  [ ص: 155 ] الجواب [ من وجوه : الأول ] : أن هذا [6] مبني على أن الطاعة : هل هي موافقة الأمر ؟ أو موافقة الإرادة ؟ وهي مبنية على أن الأمر هل يستلزم الإرادة أم لا ؟ وأن نفس الطلب والاستدعاء هل هو الإرادة أو مستلزم للإرادة أو ليس واحدا منهما ؟

                  ومن المعلوم [7] أن كثيرا من نظار أهل الإثبات [8] للقدر يطلقون القول بأن الطاعة موافقة الأمر لا موافقة الإرادة ، وأن الأمر لا يستلزم الإرادة ، والكلام في ذلك مشهور . وإذا كان كذلك فهذا القدري لم يبين صحة قوله ولا فساد قول منازعيه ، بل أخذ ذلك دعوى مجردة بناء على أن الطاعة موافقة الإرادة ، فإذا قال له منازعوه : لا نسلم ذلك ، كفى في هذا المقام لعدم الدليل .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية