( فصل )
قال [ الرافضي ] [1] : " ومنها أنه ; لأنه قد فعل ما هو مراد الله تعالى لأنه أراد منه الكفر ، وقد فعله ولم يفعل الإيمان الذي كرهه الله منه يلزم أن يكون الكافر مطيعا بكفره [2] فيكون قد أطاعه لأنه فعل مراده ولم يفعل ما كرهه [3] ، ويكون النبي عاصيا لأنه يأمره بالإيمان الذي يكرهه الله [ منه ] [4] وينهاه عن الكفر الذي يريده الله منه " [5] .
[ ص: 155 ] الجواب [ من وجوه : الأول ] : أن هذا [6] مبني على أن وهي مبنية على أن الأمر هل يستلزم الإرادة أم لا ؟ وأن نفس الطلب والاستدعاء هل هو الإرادة أو مستلزم للإرادة أو ليس واحدا منهما ؟ الطاعة : هل هي موافقة الأمر ؟ أو موافقة الإرادة ؟
[7] أن كثيرا من نظار أهل الإثبات [8] للقدر يطلقون القول بأن الطاعة موافقة الأمر لا موافقة الإرادة ، وأن الأمر لا يستلزم الإرادة ، والكلام في ذلك مشهور . وإذا كان كذلك فهذا القدري لم يبين صحة قوله ولا فساد قول منازعيه ، بل أخذ ذلك دعوى مجردة بناء على أن ومن المعلوم ، فإذا قال له منازعوه : لا نسلم ذلك ، كفى في هذا المقام لعدم الدليل . الطاعة موافقة الإرادة